بالصور: "الوطن ما بتنسى".. عتاب لـ"محمد عساف" من فلسطينيين ومعجبين في إسطنبول
"صافيني مرة وجافيني مرة، ولا تنسانيش كده بالمرة، صافيني مرة وجافيني مرة" هذه الكلمات الغنائية كانت تعويذة الفنان الفلسطيني محمد عساف لتجاوز مرحلة الأداء في برنامج "محبوب العرب".
وهذه الأغنية مصرية بامتياز وقدمها العندليب عبدالحليم حافظ، للمرة الأولى عام 1955 في حديقة الأندلس بالقاهرة، حتى ليلة الجمعة, 29 مارس 2013، التي ظهر بها "محمد عساف" لأول مرة في البرنامج الغنائي عبر الشاشة الأولى لمجموعة "أم بي سي" ليقدمها بصوت فلسطيني جديد أمام ملايين العرب.
و"صافيني مرة" جعلت حفلة الأندلس للعندليب المصري أول حفلة رسمية في مسيرته الفنية، كما أنها فتحت أبواب الشهرة العالمية لمحبوب العرب.
والخطوات الأولى التي كان "محبوب العرب" ينهدج بها بأنفاس ملايين الفلسطينيين لا تُنسى، لاسيما أولئك المغتربين والمحاصرين في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 12 عامًا.
وبعد 7 أعوام من الشهرة وتربع "عساف" على عرش أغنية "الكوفية" التي تعد إحدى رموز الثورة الوطنية للفلسطينيين، وإحيائه لحفلات ضخمة في أميركا وأوروبا وبعض الدول العربية، يبدو أن محبة الفلسطينيين لـ"محبوب العرب" بدأت تتَهادَى، لاسيما لدى المغتربين من أبناء مخيمات اللجوء التي ولد بها "عساف" وترعرع بين أزقتها.
مخيمات اللجوء
ويبدو جليًا بأن قلوب المغتربين في إسطنبول، تحمّل بعضًا من الملامة، وذلك لتذكير "محبوب العرب" في الفلسطينيين ودعمهم له منذ ظهوره قبل 7 سنوات.
الشاب المغترب من قطاع غزة في مدينة إسطنبول أحمد خالد (25 عامًا)، يقول في تصريح لـ"نيوترك بوست" إنه منذ رؤيته لإعلان حفل "عساف" استعد للحضور، ولكن ما صدمه هو سعر التذكرة التي تتراوح ما بين 150 دولارًا أميركًا إلى 350 دولارًا أميركًا أي ما يعادل من "890 ليرة تركية إلى 2078 ليرة تركية".
ويعاتب خالد وهو أحد أبناء مخيمات اللجوء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الفنان لعدم تخصيص حفلات خاصة للفلسطينيين المغتربين بأسعار للطبقة الوسطى العاملة في إسطنبول.
ويأَمَلَ غالبية المغتربين الفلسطينيين في إسطنبول الاستقرار ماديًا، وتأمين مستلزماتهم رغم ضخامة المنافسة بين الموارد البشرية، وفق خالد.
كما أن عتاب عساف لم يقتصر على الفلسطينيين، حيث رصدت وكالة "نيوترك بوست" بعد التعليقات على إعلان الحفل الممول عبر موقع "فيسبوك"، من معجبيه في المغرب والجزائر والأردن ومصر ولبنان وسوريا.
وقررت المغربية "سمر" في تعليقها على الإعلان، شراء أغاني الحفل وسماعها إلكترونيًا والتبرع بسعر التذكرة للفقراء، فيما قالت "أم آدم" من تونس إن محمد عساف نسيّ وطنه في غزة.
سعر التذكرة
أمام الشاب الجزائري رشاد فأكد إن تركيا لا تقدم رواتب مالية جدية وكافية للطبقة العاملة من أجل حضورها حفل "محمد عساف" ولكنه عندما يملك المال سيذهب لسماع عساف.
والشاب الأردني يوسف تساءل، كيف بإمكانه الذهاب للحفل وهو يعمل طوال الشهر في إسطنبول من أجل راتب بـ "100 دينار أردني" ؟.
وعلّق مئات المغتربين في مدينة إسطنبول، على إعلانات الحفل الممولة عبر موقع "فيسبوك" الاجتماعي، حيث التعليقات في غالبيتها لإقامة حفلات بأسعار متوسطة في متناول الجميع، وأن لا تكون مخصصة للأغنياء.
ولم تختلف السيدة الفلسطينية فاطمة إسماعيل (55 عامًا)، مع ملامة المعجبين لـ"عساف"، حيث أكدت أنها في إسطنبول منذ نحو عامين، ومحبوب العرب لم يعلّن عن حفلات للطبقة الوسطى وبأسعار رمزية، كما أنها لم ترى أي فعاليات من عساف تجاه الجالية الفلسطينية في تركيا.
وترى إسماعيل في تصريح لـ"نيوترك بوست" أن عساف في حال أعلن عن حفلة غنائية للفلسطينيين المغتربين فإنه يعزز من ترابطهم وتعارفهم في الغربة.
وحول أسعار حفل "رأس السنة" الميلادية، لم تخفي السيدة انتقادها لهذه الأسعار بالقول إن "سعر التذكرة تجاوز الحد الأدنى من المعاشات الشهرية التركية للمغتربين الفلسطينيين، لاسيما الشباب منهم".
يشار إلى الفنان "محمد عساف" سيحيي حفلًا غائيًا ضخمًا في مدينة إسطنبول ليلة "رأس السنة 2020" مساء يوم الجمعة 31 ديسمبر 2019.