لاقت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، كأول رئيس أجنبي زار منطقة وقوع الانفجار الذي خلف نحو 138 قتيلا، ردود أفعال متباينة، بعد تعهده بالوقوف إلى جانب الشعب في وجه الفساد الأخلاقي والسياسي الذي تتخبط فيه البلد.

واعتب">

اهتمام فرنسا بنكبة بيروت.. هل هي فاتحة لانتداب جديد؟

اهتمام فرنسا بنكبة بيروت.. هل هي فاتحة لانتداب جديد؟
اهتمام فرنسا بنكبة بيروت.. هل هي فاتحة لانتداب جديد؟

اهتمام فرنسا بنكبة بيروت.. هل هي فاتحة لانتداب جديد؟

لاقت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، كأول رئيس أجنبي زار منطقة وقوع الانفجار، وتعهد بالوقوف إلى جانب الشعب في وجه الفساد الأخلاقي والسياسي الذي تتخبط في البلاد، ردود أفعال كثيرة.

واعتبر بعض الناشطين السياسيين اللبنانيين والعرب، خطاب إيمانويل لدى وصوله إلى مطار بيروت، والذي أكد فيه أنّ الأزمة في لبنان تتعدى السياسة إلى فساد أخلاقي قبل كل شيء، تطاول على سيادة لبنان، وفاتحة لعودة الانتداب الاستعماري القديم الذي لم يدع يوما مستعمراته القديمة دون التدخل في شؤونها.

فيما وصف البعض الآخر تعهد ماكرون بالوقوف إلى جانب الشعب لتغيير النظام، وتقريره لقاء مسؤولين وسياسيين لبنانيين خلال الأيام المقبلة من أجل حوار حقيقي لتحمل المسؤولية، تجاوزا للمسؤولين اللبنانيين الذين لا علم لهم بهذه المبادرة كما صرح وزير الخارجية هبة شربل ل "العربي الجديد".

وحرصت وسائل الاعلام الفرنسية المتعددة إلى تخصيص مساحات كبيرة لتناول الملف اللبناني ومن مختلف جوانبه، مركزة على الأزمات الكثيرة التي يعاني منها لبنان على مدار عشرات السنين، وكذا بزيارة ماكرون وعزمه عقد مؤتمر دولي لإعمار لبنان، ووقوفه شخصيا على وصول المساعدات للأسر المتضررة.

ونشرت صحيفة "لو موند" الفرنسية، اليوم الجمعة، مقالا مطولا، أكدت من خلاله أن علاقة فرنسا بلبنان ليست مزيفة، وأن باريس كانت الحاضنة الأساسية لولادة لبنان معاصر، واستعرضت تاريخ العلاقة المتينة التي تربط فرنسا ولبنان والتي تتخطى أطروحة "الإرث الاستعماري"، مؤكدة أن البلدين منذ زمن طويل توحدهما روابط قويّة تتجاوز العلاقة الدبلوماسية والاستراتيجية والاقتصادية والسياسية، واصفة العلاقة بأنها علاقة ود لا يمكن وصفها.

وأوضحت "لوموند" لماذا ماكرون أول رئيس أجنبي يسارع للتضامن مع هذا البلد المنهك؟ فبالرجوع إلى عقود مضت، وبالضبط في 24 أكتوبر 1983، كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران أول رئيس أجنبي يصل إلى العاصمة بيروت للوقوف على آثار التفجيرات التي استهدفت قبل يوم مبنيين للقوات الفرنسية والأمريكية وأودى بحياة 58 مظليا فرنسيا، و241 أمريكيا لكن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لم يغادر واشنطن.

كما ذكرت "لوموند" العلاقة الوطيدة التي جمعت الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والتي بقيت مستمرة حتى بعد وفاة الرجلين، مشيرة إلى مشاركة شيراك، يوم 16 فبراير/شباط عمن العام 2005، في جنازة الحريري، ليكون الرئيس الأجنبي الوحيد الذي وجهت له الدعوة لحضور الجنازة، قائلا حينها: " جئت إلى لبنان لتكريم صديقي، الرجل الذي جسّد رغبة لبنان في الاتقلال والحرية والديمقراطية".

وفي السياق ذاته، ركزت كل من صحيفة "لو بوان" و"لو فيغارو"، اليوم الجمعة، على الاستقبال الشعبي الجماهيري الذي حظي به ماكرون، وصور عناق إحدى اللبنانيات للرئيس الفرنسي الذي بادلها العناق نفسه في حين تمنع عن مصافحة الرئيس ميشال عون بحجة فيروس كورونا.

 وشبهت "لو فيغارو" حديث ماكرون للمسؤولين اللبنانيين كأستاذ يتحدث مع تلاميذ صغار.

 وأذاعت أغلب الفضائيات الفرنسية، خطاب ماكرون الذي تعهد فيه بدعم لبنان، وسعي بلاده لتأمين المساعدات الدولية للشعب اللبناني الذي يعتبر الضحية الكبرى للأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد، من خلال تنظيم مؤتمرا دوليا لجمع المساعدات وإعادة إعمار بيروت.

 كما نشرت مقاطع قصيرة لبعض اللبنانيين الذين تظاهروا ضد نظام بلادهم مرددين شعارات تستجدي عطف ماكرون للتدخل ومساعداتهم في تغيير النّظام الفاسد، مثل "ثورة ثورة ساعدونا" و"الشعب يريد إسقاط النظام".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول رئيس دولة أجنبية زار بيروت، يوم أمس الخميس، ووقف على حجم الخسائر الفادحة التي خلفها إنفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، كما تفقد الأسر المتضررة في منطقة الجميزة واستمع إلى شكاوي الأهالي.

وتلعب فرنسا دورا بارزا في لبنان وعلى مستوى كل الأصعدة، ولعلّ أبرزها تدخلها القوي في أزمة رئيس الوزراء السّابق سعد الحريري، عام 2017، لمّا أعلن الأخير استقالته بشكل مفاجئ من السعودية، قبل أن يتراجع عنها لدى عودته إلى بيروت، مقدما شكره لشخص واحد هو "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، الذي كان له الفضل في عودته إلى بلاده عن طريق باريس.

مشاركة على: