كيف سيعكس اكتشاف حقل الغاز على مكانة تركيا السياسية والاقتصادية
بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اكتشاف تركيا أكبر حقل للغاز في البحر الأسود، بمخزون يصل إلى 320 مليار متر مكعب، تتوجه الأنظار الآن حول ما سيعكسه الاكتشاف على السياسة والاقتصاد التركي.
حيث قال المختص بالشأن التركي محمد العباسي خلال مقابلة مع قناة TRT التركية، أن الاكتشاف يعد تغييرًا لمعاهدة لوزان، حيث جاءت بهدف عزل تركيا عن مناطق الطاقة في الشمال السوري والموصل.
وحول إعلان وزير الطاقة التركي فاتح دونماز ، أنه سيبدأ الشعب التركي باستخدام الغاز المكتشف بحلول عام 2023، أشار العباسي، إلى أنه انجاز كبير يحسب لتركيا، بعكس التوقعات لخبراء في هذا المجال حيث أشاروا إلى أن بدء الانتاج الفعلي يحتاج لما يقرب 7 سنوات.
واعتبر العباسي الاكتشاف انجاز تكنولوجي كبير، حيث أنه تم باستخدام سفينة تنقيب محلية الصنع وبمعدات تركية خالصة.
وأشار العباسي إلى أن تركيا تعاني منذ سنوات من حجم المصروفات في استيراد الغاز، وهو ما سينتهي بعد هذا الاكتشاف، وبالتالي تراجع التضخم وانخفاض سعر الغاز للمواطن التركي.
فرضت تركيا نفسها في مجال الصناعات الدفاعية ونجاحها بذلك، والآن تتوج في صناعة سفن التنقيب عن النفط,
وأكد العباسي على أن تركيا ستصبح مورد فعلي لسفن التنقيب للدول الأخرى، بعد نجاحها في اكتشاف أكبر حقل نفط في البحر الأسود، باستخدام سفت تنقيب محلية الصنع.
وحول أثر اكتشاف الحقل على السياسة التركية، قال العباسي أن "من يملك طاقته يملك قراره" بالإشارة إلى استقلال القرار التركي بشكل كامل.
ومن جهة أخرى قال المختص في الشأن التركي غزوان المصري، في مقابلة مع قناة TRT، أن هذا الاكتشاف هو بداية لسلسلة من الاكتشافات الأخرى، وهو نهاية حقبة العجز التجاري في مجال الطاقة التي عانت منه تركيا منذ ما يقارب المائة عام.
ومن الناحية الاقتصادية أشار المصري إلى أن الاكتشاف، سيبعث برسالة اطمئنان للمستثمرين الأجانب، مما يجعلهم يدخلون السوق التركي بل ثقة.
وحول ما سينوله المواطن التركي من الاكتشاف قال المصري: أنه "منذ يومين وبعد إعلان ترقب المفاجئة من الرئيس التركي، استمر شغف الشعب بالانتظار للمفاجئة، لما سيعود عليه من خير، سواء من ناحية انخفاض سعر الغاز المقدم إليه، أو من الناحية العامة للدولة التركية".