بعد تهجيرهم من وطنهم قسراً.. تركيا تفتح أبوابها للسوريين 

بعد تهجيرهم من وطنهم قسراً.. تركيا تفتح أبوابها للسوريين 
بعد تهجيرهم من وطنهم قسراً.. تركيا تفتح أبوابها للسوريين 

بعد تهجيرهم من وطنهم قسراً.. تركيا تفتح أبوابها للسوريين 

تعتبر تركيا من الدول الأوائل عالميا في استقبال وإيواء المهاجرين والمستضعفين حول العالم. فبعد أحداث الربيع العربي الذي شهدته معظم الدول العربية، سوريا على وجه التحديد، نزح الكثير من المواطنين السوريين نحو الحدود التركية هربا من هجمات النظام السوري والطيران الروسي..، فمنذ الوهلة الأولى من بداية شرارة الثورة السورية ضد نظام بشار، وقفت تركيا بجانب الشعب السوري من أجل أن ينال حقوقه المشروعة ومطالبه العادلة.

فبعد تحول الثورة السورية من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة، خاصة بعد استخدام مليشيات نظام بشار للقوة المفرطة والسلاح في تفريق المتظاهرين، هرب الكثير من المهاجرين السوريين إلى الدول العربية المجاورة كالأردن ولبنان مثلا، لكن تركيا كان لها "حصة الأسد" في استقبال وإيواء العدد الأكبر من الجالية السورية.

حيث استقبلت تركيا طوال هذه الـ 9 سنوات الماضية منذ سنة 2011 إلى هذا العام (2020)، ما يقارب أو يزيد عن 4 ملايين لاجئ سوري أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء.

وقد عملت السلطات التركية على إيواء المهاجرين السوريين وتقديم أفضل الخدمات لهم، وذلك عبر إنشاء مجموعة من مخيمات اللجوء بمختلف ولايات الجمهورية التركية خاصة القريبة من الحدود التركية - السورية.

واستطاعت الحكومة التركية أن توفر للمهاجرين السوريين ما يقارب من 30 مركز لجوء يقع أغلبها في الولايات الجنوبية والشرقية للبلاد. وتأوي أكثر من 300 ألف لاجئ حسب المفوضية العليا للاجئين.

وتأسس خلال عام 2012 أكبر مخيم لإيواء المهاجرين السوريين في ولاية "كلس" جنوب البلاد قرب الحدود السورية. حيث يقيم فيه أزيد من 20 ألف لاجئ. والبقية الأخرى موزعين على باقي المخيمات.

وتتوفر هذه المراكز في الغالب على خيم مجهزة بالكامل، مكونة من أغطية وأفرشة وبعض الأواني المنزلية ووسائل التدفئة نظرا للانخفاض الكبير في الحرارة الذي تشهده تركيا سنويا خاصة خلال فصل الشتاء. بحيث يتم حماية هذه المخيمات بواسطة قوات الدرك التركية.  

كما يحصل المهاجرون السوريون على معونات ومساعدات غذائية تصل في الغالب إلى 70 دولار أمريكي شهريا لكل فرد واحد. هذا بالإضافة إلى امتلاكهم للتغطية الصحية الشاملة التي تمكنهم من الاستشفاء مجاناً في المستشفيات الحكومية، أو الحصول على تخفيضات عن الولوج إلى المستشفيات الخاصة.

دون أن ننسى التعليم الإجباري والمجاني الذي يتلقاه الأبناء الصغار للمهاجرين السوريين في المدارس الحكومية التركية والتخفيضات الأخرى التي يحصلون عليها عند اختيارهم للمدارس الدولية الخاصة، خاصة التي تعتمد اللغة العربية كلغة رئيسية للتدريس.

هذا بالنسبة للمقيمين داخل مخيمات اللجوء، أما الذين يقيمون داخل المدن فهم يعيشون وضعية أحسن نوعا ما من وضعية المقيمين داخل مراكز الإيواء. حيث تعد ولاية هاتاي الواقعة بالجنوب أكبر ولاية من حيث استقبال عدد المهاجرين السوريين بتعداد يصل إلى ما يقارب  400 ألف لاجئ، متبوعة بولاية إسطنبول الكبرى ب 389 ألف لاجئ، تليها ولاية غازي عنتاب الواقعة جنوبي شرق تركيا ب 342 ألف مهاجر.

بحيث يحصل أبناءهم أيضا على التعليم المجاني لأبناءهم شأنهم كشأن باقي المقيمين داخل مراكز الإيواء. ويلجئ الكثير من الطلبة الجامعيين السوريين الذين لم يتمكنوا من استكمال دراستهم داخل سوريا إلى الجامعات التركية الحكومية من أجل استكمال دراستهم الجامعية المجانية بالكامل، بحيث يحصل هؤلاء الطلبة على منح جامعية تقدمها إدارة المنح التركية (حكومية) تختلف حسب المستوى الجامعي، تبلغ قيمتها 700 ليرة تركية شهريا لطلاب البكالوريوس، و900 ليرة تركية لطلاب الماجستير، و1000 ليرة لطلاب الدكتوراة.

هذا بالإضافة إلى حصولهم على مساكن جامعية مجانية طيلة أيام الدراسة الجامعية. ووجبات غذائية بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى امتيازات أخرى قد تصل أحيانا إلى تقديم الحواسيب، وكذا إعفاءهم من الرسوم الجامعية بشكل كامل.

أما من جانب الإقامات والتجنيس فقد قامت الحكومة التركية بتسهيل جميع إجراءات استخراج الإقامات "الكملك" وطرق تجديده في وجه السوريين. كما منحت السلطات التركية جنسية بلادها إلى العديد من السوريين قدروا بالألاف بهدف دمجهم في المجتمع التركي.

كما استغلت الشركات التركية فرصة وجود الجالية السورية داخل تركيا، بحيث عملت على أن توفر لهم فرص عمل بحكم إجادتهم للغة العربية، وبحكم كثرة تعامل هذه الشركات مع زبناءها وعملاءها في الوطن العربي الذين لا يجيدون اللغة التركية أو العكس، خاصة الفنادق والشركات العقاراية وشركات التصدير والاستيراد...

كما وفرت لهم الحكومة التركية العديد من الوظائف ليشتغلوا فيها ضمن المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات الفضائية التركية الحكومية الناطقة باللغة العربية. وكمترجمين في المستشفيات وداخل المحاكم التركية...

بعد هذا كله تمكن الكثير من المهاجرين السوريين من بناء حياتهم من جديد بعدما فقدوا كل شيء في وطنهم الأم سوريا، لكن يرى البعض بأن وطنهم الثاني تركيا لم يخذلهم، بل وقف بجانبهم، بحيث استطاع الكثير منهم من تأسيس شركاتهم الخاصة وفتح محلاتهم التجارية، وكذا إنشاء مواقع إلكترونية إخبارية تنشر التجربة التركية الناجحة في الوطن العربي الشيء الذي يعود على تركيا بالخير الكثير.

مشاركة على: