لماذا تراجعت تركيا عن دعم الجيش السوري الحر عام 2014؟

كشف رئيس حزب "المستقبل" ورئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، عن الأسباب التي جعلت الحكومة التركية تتراجع عن دعمها للجيش السوري الحرّ، في عام 2014.

جاء ذلك خلال مقابلته مع تلفزيون "خبر ترك" أمس الجمعة.

وأوضح أوغلو أنه في عام 2014، لما كان وزيرا للخارجية مع قادة جيش بلاده، وطرح عليهم ملف دعم الجيش السوري الحر، لتحرير مدينتي الرقة وحلب شمالي سوريا.

ولفت أوغلو أنّ ضباط الجيش الذين تم عرض عليهم فكرة دعم الجيش الحر لتحرير الرقة وحلب، رفضوا بشدة العرض، مما جعل الحكومة تتراجع عن مقترحها.

وأضاف قائلا: "تبين لاحقا أنّ هؤلاء الضباط هم من قادوا الانقلاب الفاشل في تركيا في 15 تموز/يوليو 2016".

كما كشف رئيس الوزراء التركي السابق، عن التحركات التي قامت بها الحكومة التركية بحثا عن حلول بداية اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، بحثا عن حلول سلمية حتى لا تراق دماء السوريين.

ولفت إلى زيارته بهذا الشأن إلى طهران، من أجل الضغط على الرئيس بشار الأسد لمنعه من استخدام القوة والرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، موضحا أن إيران رفضت العرض التركي، وطلبت مقايضة سوريا بالبحرين.

كما أشار في وقت سابق أيار/مايو الماضي، عن المحاولات التي قادها إلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان، والرئيس الأسبق عبد الله غل، عام 2011، من أجل إقناع النظام السوري للقيام بمجموعة من الإصلاحات، لتحقيق مطالب الشعب السوري الذي خرج في مظاهرات سلمية.

يذكر أن داوود أوغلو الذي تولى مناصب سيادية من وزيرا للخارجية بين 2009 و2014، إلى رئاسة الوزراء بين 2014 و2016 وهي الفترة نفسها التي تولى فيها رئاسة "العدالة والتنمية" الحزب الحاكم في البلاد، أكد في عام 2015 دعم بلاده للجيش السوري الحر، معتبرا إيّاه الممثل الوحيد للشعب السوري.

وبرر أوغلو دعمه للجيش الحرّ، نظرا للثقة التي زرعها الأخير لدى سكان المناطق التي سيطر عليها، على عكس النظام السوري الذي قتل شعبه وكلما سيطر على منطقة أجبر أهلها على النزوح والهروب.