دراسة: كيف تنقذين جنينك من الأمراض المزمنة
كشفت دراسة لعلماء من الولايات المتحدة، أنّ النشاط البدني للأم أثناء فترة الحمل، له دور كبير في تعزيز صحة مولودها، كما أنه يقلل من استعداده الوراثي للإصابة بالأمراض المزمنة.
ووفقًا لما نشرته مجلة “ Journal of Applied Physiology"، فتشير الدراسة إلى أنه على الأم الحامل ممارسة النشاط البدني، تحت إشراف طبيب مختص، إذا كان الحمل يسمح بذلك، وإذا كانت تريد حماية ابنها أو ابنتها من زيادة الوزن، حيث ترتبط صحة الجنين بدرجة كبيرة بتغذية الأم، أي أن الوزن الزائد للأم يؤثر في نمو الطفل، وبالذات في ميله إلى السمنة.
وأظهرت الدراسة، أن النشاط البدني للأم في فترة الحمل، يمكن أن يمنع انتقال الأمراض الأيضية من الأم ومن الأب اللذين يعانيان من السمنة، حيث اختبر هذا الاكتشاف على الفئران المخبرية، ويمكن اختباره على الأبوين لضمان صحة جيدة لمولودهما مدى الحياة.
يقول البروفيسور تشين يان: "معظم الأمراض المزمنة المعروفة تبدأ بالأساس في الرحم، وهذا يعني أن صحة الأم السيئة قبل وأثناء فترة الحمل، تؤثر سلبا في المولود، ومن المحتمل جدا أنها تسبب تغيرات كيميائية في الجينات".
ومن أجل ذلك أنشأ الباحثون ظروفا خاصة لعدة مجموعات من الفئران: مجموعة تناولت طعام الفئران الاعتيادي، والمجموعات الأخرى تناولت أطعمة دهنية عالية السعرات الحرارية قبل وأثناء فترة الحمل (ما تسبب بزيادة وزنها)، وفي نفس الوقت كانت بعض الفئران من الذكور والإناث الحوامل التي تتبع نظامًا غذائيًا دسمًا تتمكن من الوصول إلى جهاز المشي، أي أنه يمكنها "التدريب" طوعًا تمامًا، فيما لم تستطع الباقيات القيام بذلك، أي "عشن أسلوب حياة خامل".
واتضح للباحثين من نتائج هذه الاختبارات، أن مولود الأبوين اللذين يعانيان من زيادة في الوزن يميل إلى الإصابة بالأمراض الأيضية (السمنة، السكري)، حيث ظهر أن مستوى السكر في دم ذكور الفئران ذات الأم السمينة، مرتفع وتعاني من اضطرابات أيضية أخرى، وقد تبين أن السبب يكمن في حصول تغيرات كيميائية في الحمض النووي.
وقد سمحت هذه النتائج للباحثين بافتراض أن زيادة وزن الأبوين يؤثر في صحة أبنائهم بصورة مختلفة، ولكن في جميع الأحوال تسبب إصابتهم بأمراض تصاحبهم مدى الحياة.
كما اتضح، أن ممارسة الأم أثناء فترة الحمل التمارين البدنية، "ألغت" التأثيرات السلبية في عمل جينات المولود، بغض النظر عما إذا كانت الأم أو الأب أو كلاهما معا يعانيان من السمنة. وهذا يعني أن التمارين البدنية أثناء فترة الحمل تمنع عددا من الآليات اللاجينية التي تسبب اضطراب عملية التمثيل الغذائي.
ويقول البروفيسور: "يفيد الاستنتاج الرئيسي لدراستنا، بأنه بمجرد معرفة الأم بحملها، عليها البدء بممارسة التمارين البدنية. لأن هذه التمارين لن تؤدي فقط إلى تحسين مسار الحمل والولادة، بل ستؤدي أيضا إلى تحسين صحة الطفل الذي لم يولد بعد لفترة طويلة".
ووفقا للباحثين، تعطينا هذه النتائج الأمل في إمكانية منع انتقال الأمراض المزمنة في الرحم. ما قد يؤدي إلى تحسين نوعية حياة الأجيال القادمة، التي ستعيش أطول بكثير مما نعيشه.