الأنظار تتوجه نحو أنقرة.. كلمة أردوغان في مؤتمر العدالة والتنمية
افتتح الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، كلمته في المؤتمر العام للحزب اليوم الأربعاء، بإرساله التحيات إلى جميع المواطنين في تركيا واصفًا إياهم بأن قلوبهم تنبض بحب الوطن.
وأكد أردوغان على أن المؤتمر هو الخطوة الأولى في المرحلة الجديدة من النضال لأجل خدمة الإنسانية والأمة التركية، ونوه إلى أنه مهما كان ثمن ذلك لكنه تم تحقيق النضال بفضل الإيمان والعزيمة، وشدد على أنه في الفترة المقبلة سيتم الاستمرار بنفس الوتيرة لتحقيق كافة الأهداف.
وقال: إن "المؤتمرات الكبرى لحزب العدالة والتنمية هي أعياد ديمقراطية جددنا فيها كوادرنا وحصرنا الخدمات التي قدمناها حتى الآن، وبالنسبة لأول مؤتمر عادي في أكتوبر 2003، فإن تركيا لديها كل ما قدمناه بالقول إنه لا توجد أضواء وامضة، أم في المؤتمر الثاني لحزبنا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 احتضنا أمتنا، وقلنا في مؤتمرنا الثالث نحن جميعا معًا، ولقد توجنا مؤتمرنا الرابع بالأمة العظيمة، وسمتمرين لتحقيق هدف القوة العظمى عام 2023".
وأشار إلى أنه تم التأكيد في المؤتمر الدوري الخامس على الالتزام برؤية عام 2023، فيما عقد المؤتمر الدوري السادس في أغسطس 2018 تحت شعار أن الهدف هو الأمة، ووجه أردوغان امتنانه إلى رئيس حزب الحركة القومية التركية السيد بهجلي لاستمراره في نهج التحالف مع حزب العدالة والتنمية.
وتابع: "لدينا إيمان بأن السياسة يجب ألا تقتصر على الماضي فحسب، بل على الحاضر أيضًا، بل يجب أن تتبنى أمل المستقبل في الغد، وفي اعتقادنا أن اليأس يعتبر بمثابة اللعنة وبدون معرفة ماضينا بشكل صحيح، لا يمكننا بناء المستقبل دون إعطاء ما يستحقه اليوم".
وكشف أردوغان في كلمته قيام الحزب بالعديد من النضالات، من فاشية الحزب الواحد إلى الانقلاب والوصاية، ومن الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى 19 عامًا من الديمقراطية والتنمية في قوتنا لجعلها الدولة الأكثر تقدمًا في العالم وشجاعة الآلاف من أمتنا التي تلقيناها من سنوات خبرتنا، ونوه إلى أن تركيا تصعد في وقت يحعيش العالم بأزمة صحية واقتصادية.
وأضاف: "اليوم اجتمعنا هنا مع تعهد خوض هذا النضال من أجل أنفسنا والبشرية جمعاء، ولننجح بإذن الله، لكن هل نقول أمة واحدة؟ هل نقول علم واحد؟ هل نقول وطن واحد؟ هل نقول دولة واحدة؟ هل نقول ثقة واستقرار لتركيا؟ نحن نبني تركيا كبيرة وقوية؟ هل نحن على استعداد لتولي مراقبة الحضارة مرة أخرى؟ ثم لدينا واحدة، سنكون أكبر، وسنبقى على قيد الحياة، نحن إخوة وأخوات، وسنكون معًا تركيا".
وأكد أردوغان على أن حزبه قام بالوفاء فيما وعد به الأمة في التعليم والصحة والعدالة والسلامة والنقل والزراعة، فبات التعليم أولاً ، ودائمًا ما تم اعطاء الأولوية لهذا المجال في الميزانية، حيث تم رفع ميزانية التعليم الوطني من 7.5 مليار ليرة تركية في عام 2002 إلى 147 مليار ليرة تركية.
وتابع: "قمنا بزيادة عدد مدارسنا من 50 ألفاً و877 إلى 87 ألفاً و628 ونضع الكتب المدرسية التي كانت عبئًا على مواطنينا لسنوات، على مكاتب أطفالنا مجانًا على جميع المستويات، ولقد قمنا بتعيين ما مجموعه 693 ألف مدرس حتى الآن، وقمنا برفع التعليم الإلزامي إلى 12 عامًا من خلال تصنيف التعليم على أنه 4 + 4 + 4، وزاد عدد جامعاتنا من 76 الى 207 وارتفع عدد طلابنا إلى 15 مليون.
أما في مجال الصحة كشف أردوغان عن زيادة عدد الأسرة في المستشفيات من 164 ألفاً إلى أكثر من 253 ألفاً، وعدد الأسرة المؤهلة من 19 ألفاً إلى 162 ألفاً، فيما زاد عدد المتخصصين في الرعاية الصحية إلى مليون و77 ألف، وتم تخفيض عدد سكاننا لكل سيارة إسعاف، وهو أحد المؤشرات المهمة للجودة في الصحة، من 107 آلاف إلى 14 ألفًا.
وأضاف خلال كلمته، أن في مجال الخدمات الاجتماعية: "قدمنا ما يصل إلى 411 مليار ليرة لمواطنينا المحتاجين في السنوات الـ 18 الماضية. في حين أن توظيف المعوقين في القطاع العام كان فقط 5 آلاف 777 عام 2002 ، فهو يزيد عن 58 ألفاً اليوم. حصلنا على معاش الشيخوخة من 24 ألف ليرة عام 2002 وزادته إلى 763 ليرة. بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور 184 ليرة، يتم تطبيقه على أنه 2000 ليرة".
واستعرض أردوغان تجديد البنية التحتية لتركيا من خلال استثمار ما مجموعه 932 مليار ليرة تركية في النقل، فيما تم زيادة عدد أنفاق الطرق من 83 إلى 438 نفقًا، وطول جسورنا وجسورنا من 311 كيلومترًا إلى 701 كيلومترًا، وافتتح طريق إسطنبول - بورصة - إزمير السريع ، والطريق السريع أنقرة - نيغدة ، وطريق شمال مرمرة السريع في هذه الفترة، كما يجري إنشاء طريق أنقرة - إزمير السريع. وتم بناء خط قطار فائق السرعة بطول 1213 كيلومترًا، وعمل على تجديد شبكة السكك الحديدية من البداية إلى النهاية.