خطبة الجمعة الثالثة من رمضان في عموم مساجد تركيا

خصصت رئاسة الشؤون الدينية التركية، خطبة الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك في عموم مساجد البلاد، للحديث عن الإنفاق في سبيل الله وفوائده على الفرد والمجتمع، استناداً إلى قوله تعالى في الآية الـ 10 من سورة المنافقين: “وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ”.

وذكرت أن الإنفاق هو إكرام الآخرين ممّا استأمننا عليه الله عزّ وجلّ من مال وثروة، وممّا وهبنا من نعم، وهو صون أصحاب الحاجة ورعايتهم، كما أنه سعي وبذل من أجل أن يكون الفرد ذو فائدة ونفع لأسرته وأقاربه وجيرانه وإخوانه في الدّين ولكافة الإنسانية.

وأوضحت أن الإنفاق هو شفاء للأبدان والأرواح، فالإنسان عندما يُنفق هو يطهر نفسه وأمواله، مشيرة إلى أن الإنفاق هو باب من الأبواب التي ينال بها الفرد رضا ربه سبحانه وتعالى.

وأضافت أن الإنفاق هو شفاء للمجتمعات أيضا، لما ينتج عنه من انسجام واتحاد واستقرار، وأن التّكافل والتّعاون يشيعان به، مذكرة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “والله في عون العبد ما كان العيد في عون أخيه”.

ودعت إلى ضرورة الامتثال لقول المولى عزّ وجلّ في سورة المعارج: “وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”، وايصال الحقوق لأصحابها بكلّ طمأنينة قلب، وتقديم العون للفقراء والمساكين وللأيتام والمشردين، ملفتة إلى أن البرّ لا يناله الفرد إلّا من خلال الإنفاق ممّا يحبّ في سبيل الله.

وخُتِمت خطبة الجمعة، بالدعوة للمشاركة في الحملة التي يطلقها وقف الديانة التركي، كلّ عام في رمضان والمتعلقة بجمع صدقات وزكاة الفطر وتوزيعها على مستحقيها، وذلك تحت شعار “لا تنس إخوانك، فأنت المرتقب”.