بأي ذنب كُبِلت وسُجنت وقُتلت البراءة السورية نهلة العثمان؟
أثارت قصة الطفلة السورية الصغيرة نهلة عثمان، التي فارقت الحياة في إحدى مخيمات محافظة إدلب شمالي سوريا، نتيجة المعاملة الوحشية التي تعرضت لها من قبل والدها، تفاعلاً كبيرًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وتم تداول قصتها على نطاق واسع، وطالب ناشطون من المنظمات الحقوقية رفع دعوى ضد والدها وزوجته ليكونا عبرة لكلّ أب أو أم أصبح وحش بشري وتجرد من الرحمة والإنسانية.
وحسب القصة التي تداولها ناشطون سوريون، فإن الصغيرة نهلة ذات الخمس سنوات، نازحة من بلدة كفر سجنة جنوب إدلب، وتعيش مع والدها الذي خصّص لها قفصاً وسلسلة حديدية، في مخيم “فرج الله” في بلدة كللي شمال إدلب، وذلك بعد طلاقه من والدتها.
ونشر ناشطون صور الطفلة الصغيرة وهي مكبلة بسلسلة حديدية، مشيرين إلى أنها صمدت على هذه الحال لعدة أشهر وسط ندرة الغذاء والماء، وكانت تمشي بين أهالي المخيم وهي مكبلة لتأوي إلى القفص الحديدي الذي أصبح بمثابة بيتها الصغير.
توفيت البراءة نهلة الطفلة الشقراء ليلة الأربعاء، بسبب الجوع والعطش، وإصابتها بمرض التهاب الكبد الوبائي، لأن جسمها الصغير لم يتحمل الظروف الوحشية التي عاشتها.
وأمام هذه الحادثة المأسوية، أفاد الصحفي السوري هادي العبد الله، أن والد "نهلة" كان محسوباً على إحدى الفصائل العسكرية ما منع الناس من الشكوى ضده أو إنقاذ الطفلة من وحشيته.
وبعث العبد الله نداء إلى جميع الأهالي في المحرر، جاء فيه: "إخوتي وأحبتي أرجو منكم عند مشاهدة أي انتهاك إنساني ضد طفل أو امرأة أو أياً كان أن لا تترددوا ولا يمنعكم شيء من حمايته أو على الأقل نشر قصته على وسائل التواصل أو إرسالها إلى الإعلاميين وصفحاتنا وحساباتنا مفتوحة أمامكم، لعلنا لا نواجه مأساة أخرى كمأساة "نهلة" التي هزت سوريا والعالم.. دمتم وأطفالكم بكل خيرٍ وسلامة".