تعرّف على اللّد الفلسطينية.. المدينة الوحيدة التي احتلها الصهاينة بخديعة
تعد مدينة اللّد من أقدم وأكبر مدن فلسطين التّاريخية، يعود تأسيسها إلى سنة 1465 على يد الكنعانيين العرب، تقع على بعد حوالي 38 كم إلى الشمال الغربي من العاصمة الفلسطينية القدس الشريفة، وتبعد حوالي 15 كم عن مدينة يافا، و5 كم عن مدينة الرملة، وترتفع اللد 50 م عن سطح البحر، وتحتل موقعاً جغرافياً هاماً، كانت مركز خطوط السكك الحديدية وفيها نقطة التقاء يافا وحيفا والقدس ومصر وعن طريقها يمكن للمسافر الانتقال من مصر إلى فلسطين ثم إلى لبنان فتركيا.
ذُكرت ضمن قائمة تحتمس الثالث في بلاد كنعان، وأصبحت مركزاً للدارسين والتجار في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكانت تعتبر عاصمة فلسطين القديمة، وعندما فتح المسلمون بلاد الشّام بقيادة عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، اتّخذها بن العاص عاصمة لجند فلسطين وذلك في عام 636 م.
وعند قدوم الصليبيين أحرق أهل المدينة الكنيسة وأخلوها متجهين إلى الجنوب الغربي إلى عسقلان، وقد قام الصليبيون بإعادة بناء الكنيسة متخذين القديس جاورجيوس "الخضر" حاميا لهم وبنى ريكارديوس كنيسة على قبره.
عادت اللد إلى أصحابها بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة حطين عام 1187م- 583هـ، إلا أن صلاح الدين رأى هدمها وتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها ريكارديوس ودارت، مفاوضات الأيوبيين والصليبيين حول المدينة إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح ثم عاد الفرنجة إلى الاستيلاء على المدينة وظلت المدينة بين المد والجزر حتى دمرها المغول عام 1271- 669هـ.
بدأت تنهض من جديد بعد هزيمتهم في عين جالوت وقد أقيم مسجداً في موقع الكنيسة في العصور اللاحقة، وأصبحت اللد مركزاً للمماليك في فلسطين وجعلوها مركزاً للبريد بين غزة ودمشق كما كانت محطة من محطات الحمام الزاجل واستخدمت حجارة كنيستها في بناء جسر جنداس.
تعرضت اللد للعديد من المعارك الحربية والأحداث ففي عام 1900 انتشر في اللد وباء الكوليرا وأودى بحياة الكثير من سكانها وفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى التي أنهت الحكم العثماني في البلاد/ في عام 1917 انسحب الجيش العثماني من اللد عند اقتراب الجيش البريطاني منها وأصبحت اللد تحت الحكم العسكري البريطاني الذي تحول بعد سنين ليصبح حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين.
أيام الانتداب البريطاني على فلسطين كانت الأغلبية الساحقة من سكان اللد من العرب الفلسطينيين وبلغ عددهم 8,103 نسمة حسب إحصائية عام 1922 منهم نحو 11 في المائة مسيحيين والباقي مسلمين.
وفي عام 1948 اضطر الكثير من سكان المدينة الأصليين النزوح عنها وذلك في أعقاب الحرب، حيث أصبحت المدينة عبارة عن ساحة معركة تضم قوات الاحتلال والقوات العربية، وبعد توقيع اتفاقية رودس عام 1949م أصبحت هذه المدينة واقعة تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، ويقال أنها المدينة الوحيدة التي دخلها الصهاينة بخديعة حيث دخلوها بلباس الجيش العربي الأردني بعد أن روجوا إشاعات مفادها أن قطعا من هذا الجيش ستدخل المدينة للحيلولة دون سقوطها بأيدي الصهاينة.
بعد النكبة أنشأ الصهاينة المستوطنات الآتية في ظاهر اللد: مستوطنة (زيتان) وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة اللد، ومستوطنة (ياجل) وتقع بالقرب من المطار، ومستوطنة (احيعزر) وتقع بين زيتان وياجل، ومستوطنة (جناتو) وتقع إلى الشرق من مدينة اللد وجوار بن شمن.
ويصل عدد سكانها الى حوالي 70.270 نسمة حسب آخر الإحصائيات المقامة في عام 2011 م، يشغل السكان العرب حوالي ربع سكان المدينة أما الباقي فهم من المستوطنين.
معالم مدينة اللد:
مطار بن غوريون: تم إنشاؤه في عهد حكومة الانتداب البريطاني، وبعد قيام دولة الاحتلال أصبح المطار الدولي الخاص بها.
بئر الزنبق: وهو عبارة عن بئر قديم يعود إلى عهد الصليبيين.
الجامع العمري: بُني بأمر من الظاهر بيبرس في عهد المماليك.
كنيسة القديس جاورجيوس: تعود إلى القرن الثالث الميلادي وهي الكنيسة التي أُقيمت على قبر القديس جاورجيوس.
جسر جنداس: بُني بأمر من الظاهر بيبرس، والواقع في شمال المدينة، ويعود تاريخ بنائه إلى عهد المماليك.
خان الحلو: والذي يعد من أقدم المعالم العربيّة الفلسطينيّة الصامدة، ولو جزئياً، منذ النكبة، إذ لم "ينل" نصيبه من الدمار الذي عمّ عام النكبة في المدينة القديمة والعريقة والتي كانت شريان الحياة الرئيس آنذاك، ولكنّه هُجّر مثل باقي المعالم التاريخيّة الرئيسيّة مثل مصبنة آل الفار ودار البلدية الفلسطينيّ، وأصبح مركزاً لمبيت المسافرين حالياً.
بئر أبو شنب: وهو بئر قديم جاءت شهرته من كونه مصدراً رئيسياً للماء.
بئر أبى محمد عبد الرحمن بن عوف: وهو صحابي مشهور توفي سنة 32 هجرية 652 ميلادية.
ومن أبرز أعلام المدينة:
الصّحابي الجليل محمد عبد الرحمن بن عوف، والذي توفي عام 32 هـ له قبر شرقي المدينة.
عبد الرحمن بن عديس وابن كنان، وهما من أتباع محمد بن أبي حذيفة.
يوسف بن عبد الله بن سعيد عياد أبو عمر اللدي، وهو الحافظ ومن القراء وعلماء الحديث توفي سنة 575هـ.
القاضي شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي: توفي في القدس عام 88هـ محدث وله شهامة ومروءة.
مزيد الدين خليل اللدي: وهو أحد العلماء المعروفين في عصره توفي عام 885هـ.
سليم اليعقوبي: شاعر ولغوي وصحافي.
الشيخ داود حمدان: شخصية علمية دعوية وهو أحد مؤسسين حزب التحرير.
حسن سلامة: أحد قادة المنظمات العربية الفلسطينية قُتل عام 1948.
علي حسن سلامة: ابن القائد حسن سلامة قتل عام 1979.
جورج حبش: مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية.
الحاج إبراهيم إسماعيل هارون: أحد أعلام المدينة ومن أول المؤسسين لجمعية اللد الخيرية في عمان - الأردن.
الحاج عبد الجليل محمد الميمة: أحد النشطاء العرب الفلسطينيين ضد السلطة البريطانية.
نيو ترك بوست + مصادر فلسطينية