بسبب الإساءة لرموز الأمة الجزائرية.. توقيف بث إحدى القنوات الخاصة
أصدرت السلطات الجزائرية، اليوم الإثنين، قرارا يقضي بوقف بث قناة “الحياة” الخاصة، لمدة أسبوع على خلفية بثها حوارا مع ناشط سياسي ونائب برلماني سابق، تضمن إساءة صريحة للأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة، والرئيس الراحل هواري بومدين.
يأتي هذا عقب تقديم سلطة ضبط السمعي البصري طلب إلى وزارة الاتصال يقضي بسحب الاعتماد من قناة “الحياة”، ووقف بثها بشكل مؤقت، تحت ضغط سياسي وشعبي كبير في المجتمع الجزائري، رفضاً لما وُصف بـ”الإساءة الكبيرة وغير المبررة لشخصية الأمير عبد القادر والرئيس بومدين والزعيم الوطني مصالي الحاج”.
وذكرت وزارة الاتصال الجزائرية، في بيان، أنه تقرر وقف بث قناة الحياة اعتبارا من 23 حزيران/يونيو الجاري مع إنذار القناة.
وأوضحت الوزارة في بيانها، أن القرار استند إلى كون “ضيف البرنامج لا يملك الكفاءة اللازمة التي تسمح له بالفصل في حقائق تاريخية جعلته يقع في أخطاء وتناقضات مسّت بذاكرة الأمة، في وقت يتهيأ فيه كل الجزائريين للاحتفال بالذكرى 59 للاستقلال”.
واستند القرار أيضا على أن مضمون الحوار “تضمن خطاب كراهية وتمييز، ومسّ بالمبادئ العامة لأخلاق الصحافة”.
وكان النائب السابق آيت حمودة قد قال، في الحوار الذي أثار جدلا، إن الأمير عبد القادر “وبتوقيعه معاهدة التافنة (معاهدة وقف القتال)، فإنه قد باع الجزائر لفرنسا، وأحفاده ما زالوا يتلقون إعانات من فرنسا إلى يومنا هذا”.
ووصف مؤسس الحركة الوطنية في الجزائر خلال عهد الاستعمار الفرنسي مصالي الحاج بأنه “خائن لرفضه إطلاق ثورة التحرير”.
كما وجه انتقادات حادة للرئيس الراحل هواري بومدين، وقال إن “الجزائر تعاني إلى اليوم من الألغام التي وضعها بومدين"، واصفا إياه بـ”العقيد الوحيد في العالم الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته”.
ولقي حوار آيت حمودة، غضبا واسعا في الجزائر، على المستويين الشعبي و السياسي، كما رفعت عائلة الأمير عبد القادر الجزائري دعوى قضائية ضد النائب السابق.
كما رفضت وزارة المجاهدين (قدماء محاربي الثورة)، هذه التصريحات التي وصفتها بـ “المسيئة لرموز الأمة”، ورفع مجموعة من المحامين والشخصيات الثقافية والناشطين دعوى قضائية ضد آيت حمودة بتهمة “التطاول والإساءة إلى رموز وطنية”.