شاطئ بحر غزة.. المتنفس الوحيد للغزيين ومقبرة هموم
يعد بحر غزة المتنفس الوحيد لنحو 2.5 مليون غزاوي، في ظل حصار مفروض عليهم برًّا وجوًّا وبحرًا منذ أكثر من 15 عامًا، وتردي الأوضاع الاقتصادية التي تحرمهم من حقهم في السفر والسياحة الخارجية، ناهيك عن عمليات القصف التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني بين الحين والآخر.
حيث يشهد شاطئ بحر غزة إقبالا لافتا من المواطنين خلال أيام الأسبوع، الذين هربوا من ارتفاع درجات الحرارة المتزامن مع الانقطاع الكهرباء الذي يتواصل لأكثر من 16 ساعة يومياً.
تزداد حركة زوار الشاطئ في فترات المساء وأيام العطل، ولا تقتصر على الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة فقط، ولكن الهروب إلى البحر يُعدّ متنفساً لتعزيز الأحوال النفسية التي تدهورت أخيراً عقب العدوان الصهيوني على القطاع، مع استهداف الطائرات الحربية الصهيونية المدنيين، الذي سبب حالة من الرعب والقلق ما زالت آثارها قائمة.
ورغم تدمير طائرات الاحتلال عددًا من الاستراحات البحرية والأماكن الترفيهية على شاطئ البحر باستهدافها جوًّا وبحرًا خلال حربها الأخيرة التي دامت 11 يومًا، تنتشر الاستراحات على طول الشاطئ، إلى جانب أكشاك صغيرة توزع المقاعد البلاستيكية والخشبية، فيما يكثر الباعة المتجولون الذين يعرضون بضائع المُسليات، من مرطبات وبطاطا حلوة وعنبر (حلوى التفاح) وعصائر ومياه باردة وكعك وذرة مسلوقة وحلويات، بالإضافة إلى ألعاب البحر وغيرها.
وتتنوّع الجلسات على شاطئ بحر غزة، فيتوجّه بعض الوافدين إلى الاستراحات مدفوعة الأجر، فيما يقصد آخرون الاستراحات الشعبية ذات التكلفة البسيطة، أو يفترش قسم ثالث رمال البحر لتوفير المال، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الاقتصادية السيئة وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 80 في المائة، ونسبة البطالة إلى أكثر من 60 في المائة.
ورغم التحذيرات التي أصدرها خبراء حول خطورة مياه شواطئ قطاع غزة باعتبارها مناطق ملوثة، وتملأها القناديل البحرية، ولكن لا يوجد أمام الغزيين وجهة أخرى، لا سيما وأنهم ممنوعون من الذهاب لمناطق أخرى للاستجمام، وليس لهم وجهة إلا باتجاه البحر بعد أن أغلقت كافة المنافذ بوجههم، منذ أكثر من 15 عامًا على الحصار.