من هو الصحابي الوحيد للرسول الكريم من الأكراد؟
"الكُرد" أو "الأكراد" جيل معروف من الناس، وهم قبائل شتى، وشعوب متفرقة.
قال في "تاج العروس" (9/ 104): " أَمَّا الأَكرادُ: فَقَالَ ابنُ دُرَيدٍ فِي الجمهرة : الكُرْدُ أَبو هذا الجِيلِ الَّذين يُسمَّوْنَ بِالأَكراد ، فزعمَ أَبو اليَقظانِ أَنَّه كُرْدُ بن عمرِو بن عَامر بن صَعْصَعَةَ ، وَقَالَ ابْن الكلبِيِّ : هُوَ كُرْد بن عَمْرو مزيقياءَ، وَقَعُوا فِي نَاحيَة الشَّمَال لَمَّا كَانَ سَيْلُ العَرِم ، وتَفَرَّقَ أَهلُ اليَمن أَيْدِي سَبَأ ، وَقَالَ المسعوديُّ: وَمن النَّاس مَن يَزعم أَن الأَكراد من ولَد رَبيعةَ بنِ نزارٍ، وَمِنْهُم مَن يزْعم أَنهم من وَلَدِ مُضَرَ بنِ نِزارٍ، وَمِنْهُم من زعم أَنهم من ولد كُرْدِ بن كَنْعَانَ بن كُوش بن حام .
وَالظَّاهِر أَن يَكُونُوا من نَسْلِ سامٍ [يعني : ابن نوح عليه السلام] ، كالفُرْسِ، وهم طوائف شَتَّى، وَالْمَعْرُوف مِنْهُم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والمحمودية والبختية والبشوية والجوبية والزرزائية والمهرانية والهارونية واللرية، إِلى غير ذلك من الْقَبَائِل الَّتِي لَا تُحْصَى كَثْرَةً ، وبلادهم أَرضُ الفارِس وعراقُ العَجَم والأَذربيجان والإِربل والمَوْصِل " انتهى .
وهم اليوم شعوب تعيش في غرب قارة آسيا بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا.
ويتواجد الأكراد - بالإضافة إلى هذه المناطق - بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان.
هل من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أكراد؟
لا يُعرف في الصحابة رضي الله عنهم أحد من الأكراد إلا أبا ميمون جابان الكردي رضي الله عنه ، ذكره غير واحد.
يعتبر أبو ميمون الكردي -رضي الله عنه- رمزا لدخول الكرد المبكر في الإسلام حتى قبل الفتح الإسلامي للعراق ومناطق الكرد في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-.
لم تتوفر عن الصحابي جابان الكردي معلومات كثيرة، وهو عرف باسم أبي ميمون نسبة لابنه ميمون الكردي الذي نقل الحديث وروى بعضه عن أبيه الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورد ذكر جابان الكردي في بعض المصادر الإسلامية مثل (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير وفي (الإصابة في تمييز الصحابة) لابن حجر العسقلاني.
قال ابن الأثير رحمه الله في "أسد الغابة" : (6/ 304):
" أبو ميمون ، يقال اسمه جابان، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير مرة، روى حديثه أبو خالد، عن ميمون بن جابان، عن أبيه ".
وقال (6/ 345):
" ميمون الكردي عن أبيه ، قيل: اسمه جابان، أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... " ثم ساق حديثا .
وقال أبو نعيم رحمه الله في "معرفة الصحابة" (6/ 3073):
" مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ وَقِيلَ: اسْمُهُ جَابَانُ ".
وقد نقل الحافظ ابن حجر حديثه ، عن ابن منده، وأشار إلى أن في ثبوته نظرا ، قال :
"روى ابن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن أبي خالد: سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير مرة حتى بلغ عشرا يقول : ( من تزوّج امرأة وهو ينوي ألّا يعطيها الصّداق لقي اللَّه وهو زان ) .
قلت: كذا قال عن أبيه إن كان محفوظا" انتهى من "الإصابة" (1/ 540) ، وانظر : "إكمال الإكمال" لابن نقطة (2/6).
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/ 13.
فأخبر تعالى أنه خلق الناس من نفس واحدة، وجعل منها زوجها، وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا، ثم أخبر أن أكرم الناس على الله: هم أهل التقوى، فلا ينظر الله إلى صور الناس، ولا إلى أموالهم، ولا إلى قبائلهم وشعوبهم؛ ولكن ينظر إلى قلوبهم، فمن كان أتقى لله كان أحق بولايته وقربه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى” رواه عنه الإمام أحمد في " المسند "(22536) وصححه شعيب الأرناؤوط.