التليف الكيسي.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
خلفت وفاة الطفل الأردني أمير محمد حسن الرفاعي (12 عاما)، حالة من الحزن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، بسبب مناشدات الطفل الذي كان يعاني من مرض التليف الكيسي منذ كان صغيرا، والتي لم تلقى أذان صاغية.
واجتاح خبر وفاة أمير منصات التواصل الاجتماعي، وتم تداول مقاطع فيديو لمناشدة الطفل للسلطات الأردنية والمحسنين من أجل مساعدته لتلقي العلاج في الخارج، بسبب عوز والده.
وبعض المتابعين تساءلوا عن ماهية هذا المرض الذي حرم الطفل الجميل أمير من الاستمتاع بالطفولة منذ 10 سنين، ليسرقه من والديه في الأخير، لهذا بحثنا عن معلومات حول هذا المرض من أجل توعية النّاس، فوجدنا مقالا منشور في موقع “Webteb” يجيب على كلّ التساؤلات التي تم طرحها.
يعد التليف الكيسي أحد الأمراض التي تنجم عن تكون مخاط لزج يشبه نسيجه الغراء، حيث يتراكم في الجسم، ويؤدي إلى ظهور عدة مشاكل في الأعضاء الداخلية للجسم، وخاصةً في الرئتين والبنكرياس.
قد يعاني الأشخاص المصابون بالتليف الكيسي من صعوبة في التنفس وأمراض مختلفة في الرئتين، إضافة إلى مشاكل في التغذية، والهضم، والنمو، والتطور.
لا يوجد علاج لمرض التليف الكيسي، كما تتفاقم شدة أعراضه مع الوقت، ويلاحظ أن متوسط العمر المتوقع (Life expectancy) لدى مرضى التليف الكيسي ازداد خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث يمكن أن يصل إلى 30 عامًا، أما اليوم فثمة علاجات حديثة متوفرة تتيح لبعض المرضى الوصول إلى الأربعين من العمر أو أكثر.
أعراض التليف الكيسي
يتم تشخيص مرض التليف الكيسي، عادةً في سن مبكرة جدًا، وعلى الرغم من أن اختلاق الأعراض التي تصاحب التليف الكيسي تبعًا للحالة، إلا أن هناك أعراض مميزة جدًا تظهر على الأطفال المصابين بالتليف الكيسي، نذكر من هذه الأعراض ما يأتي:
- انسداد في الأمعاء الدقيقة عند الولادة، مما يمنع الطفل من التغوط الأول بعد ولادته مباشرة.
- عرق شديد الملوحة.
- الإسهال.
- اضطرابات في النمو، وزيادة في الوزن.
- مشاكل في التنفس.
- عدوى في الرئتين.
- سعال شديد.
- صفير في الرئتين.
وهنالك أعراض أخرى قد تظهر في مرحلة الطفولة المبكرية، وتشمل ما يأتي:
- انقباض اليد، حيث تكون الأصابع مستديرة ومفلطحة.
- هبوط المستقيم، وهو بروز جزء من المستقيم من فتحة الشرج.
- تضخم في الأنف، أو في الجيوب الأنفية.
أسباب وعوامل خطر التليف الكيسي
يعد التليف الكيسي مرض وراثي، حيث يجب أن يكون كل من الأم والأب حامل للجين المسبب للمرض حتى يكون الطفل مصاب.
مضاعفات التليف الكيسي
قد يسبب التليف الكيسي العديد من المضاعفات على العديد من أعضاء الجسم، مثل: الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، والجهاز التناسلي.
تشخيص التليف الكيسي
تظهر أعراض التليف الكيسي عند معظم المصابين منذ مرحلة الطفولة، ويتم إجراء فحوصات في الرئتين قبل ظهور أية أعراض.
إذا كانت نتائج الفحوصات ايجابية عند المولود، أو في حال ظهور بعض الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتليف الكيسي، يوصي الطبيب المعالج بإجراء فحص العرق، لفحص نسبة الملوحة، إذ أن الأشخاص المصابون بالتليف الكيسي تظهر لديهم نسب مرتفعة من الملوحة في العرق مقارنة بالنسب الطبيعية، ويتم عمل فحصين متتالين للتأكد من التشخيص.
علاج التليف الكيسي
لا يوجد علاج تام لمرض التليف الكيسي، ولكن يمكن استخدام بعض العلاجات المتاحة؛ لتحسين جودة حياة المريض.
يختلف نوع علاج التليف الكيسي التي يتلقاه المريض، تبعًا للمشاكل الصحية التي يسببها المرض له، ولكيفية استجابة جسده للعلاجات المختلفة.
يحصل معظم الناس على مزيج من العلاج الطبي، وبعض الإرشادات المنزلية التي من الممكن أن تخفف من الحالة.
الوقاية من التليف الكيسي
يعد مرض التليف الكيسي أحد الأمراض الوراثية التي لا يمكن الوقاية منها، ولكن يمكن اتباع بعض الأمور التي تقي من الإصابة بالمضاعفات الناتجة عن مرض التليف الكيسي، مثل ما يأتي:
- الحرص على تلقي جميع اللقاحات الموصى بها.
- الامتناع عن التدخين، أو التعرض للتدخين السلبي.
- استعمال التقنيات المناسبة لتنظيف جوف الرئة والمسالك التنفسية، مثل النَزح (Drainage) وقت الوقوف، والتربيت على الصدر.
- استهلاك أطعمة مغذية ذات مستوى مرتفع من السعرات الحرارية.
- الخضوع للمراقبة الطبية بشكل منتظم، والحرص على تنفيذ خطة العلاج المقترحة من قبل الطبيب.
إضافة لذلك، ينصح والدا الطفل المولود حديثًا، والذي تم تشخيص إصابته بالتليف الكيسي بأن يتوليا رعاية الطفل في البيئة المنزلية، وتجنب إرساله إلى مركز للحضانة حتى بلوغه سن ستة أشهر على الأقل، أو سنة كاملة.