يصارع الموت في سجون المحتل.. حملة واسعة للإفراج عن الأسير أبو هواش
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن هناك تراجعًا خطيرًا في الوضع الصحي للأسير الفلسطيني هشام أبو هواش (40 عامًا)، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 140 على التوالي.
يأتي ذلك في حين نظم أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في الولايات المتحدة، حملة إلكترونية تدعو إلى الإفراج عن أبو هواش، كما طالبت الجامعة العربية بتدخل دولي عاجل بهذا الشأن.
تراجع صحي خطير
وأوضح حسن عبد ربه المتحدث الإعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن حياة الأسير أبو هواش تقترب -مع كل دقيقة تمر عليه وهو بهذه الحالة- من الانهاء، وأن الأطباء في المستشفى يتحدثون بشكل واضح عن إمكانية وفاته في أيّ لحظة.
وأضاف أن هذا الأسير يتعرض لغيبوبة متقطعة ويعاني من ضعف في حاسة البصر وعدم القدرة على الكلام، ومن مشاكل في عضلة القلب وضمور في العضلات، محذّرًا من إقدام الأطباء على تغذيته قسرًا.
وأكد عبد ربه أن هناك جهودًا على المستوى الرسمي الفلسطيني وأخرى دولية تُبذل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى، الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسير أبو هواش مطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في إنقاذ حياته وعدم تركه للموت بهذه الطريقة القاسية.
معركة شعب
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدور فارس خلال زيارته اليوم لعائلة أبو هواش، إن الأسير يخوض معركته نيابة عن الشعب الفلسطيني أجمع في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري، وليس من أجل حريته الشخصية فقط.
وأضاف “القضية اليوم هي معركة باسلة يخوضها هشام في مواجهة قانون جائر، وقانون الاعتقال الإداري لم ينل ولم يمسّ هشام بمفرده وإنما مسّ معه نحو 500 معتقل إداري”.
ووصف ما يحدث لهشام بأنه “عملية قتل متعمد تنتهجها قوات الاحتلال بحقّه، وتكابر في تسجيل خسارة أمام إرادة الفلسطيني”، موجهًا التحية لعائلته التي تقف خلف ابنها بكل صبر وصمود، وفق تعبيره.
حملة مكثفة
وفي الولايات المتحدة، وسّع ناشطون عبر منصتي تويتر وفيسبوك الوسوم الداعية إلى الإفراج عن الأسير هشام وكان أبرزها savehisham #freehisham #free_hisham_abuhawwash#.
ويأتي ذلك في خطوة تستهدف إيصال رسالتهم لأعضاء الكونغرس الأمريكي عن مناطق سكناهم، وحث صناع القرار في الولايات المتحدة للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج العاجل عن الأسير أبو هواش وسائر الأسرى الفلسطينيين.
وكثفت خلال الأيام القليلة الماضية، معظم الصفحات الفلسطينية والعربية والإسلامية الفاعلة في الولايات المتحدة الأخبار والتقارير الإعلامية المتعلقة بالحالة الصحية للأسير أبو هواش بعد ترجمتها إلى الإنجليزية، لنقل الصورة الحقيقية عن الظروف والأوضاع الصعبة التي يعيشها حاليًّا، مرفقة بالفيديوهات والصور المنشورة من مكان إقامته في مستشفى (أساف هروفيه) الإسرائيلي.
نداء عاجل
بدورها، دعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المؤسسات الدولية والإقليمية والحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل للإفراج الفوري عن أبي هواش.
وطالبت الأمانة العامة بإلزام سلطات الاحتلال باحترام وتطبيق القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة، لوضع حد لمعاناة المعتقلين الإداريين وتعرية الإجراءات القضائية والعسكرية الممارسة من قبل قوات الاحتلال.
وقالت الجامعة العربية في تقرير صدر اليوم عن “قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة” حول سياسة الاعتقال الإداري ضمن استمرار سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني، إن الأسير أبو هواش دخل مرحلة الخطر ويتعرض لغيبوبة متقطعة نتيجة إضرابه عن الطعام وإن صحته تتراجع بشكل ملحوظ ويواجه خطر الموت المفاجئ، وفقا لمحامي الأسرى الفلسطينيين جواد بولس، وللبيان الصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم أمس.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصدرت بيانًا تؤكد فيه متابعتها عن كثب للوضع الصحي لهشام وقلقها البالغ حيال تدهور حالته خاصة مع شروع الأسرى والمعتقلين الإداريين في حملة مقاطعة شاملة ونهائية لمحاكم الاحتلال الإسرائيلية، تتضمن كل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري كالمراجعات القضائية والاستئناف والمحاكم العليا، بدءًا من مطلع العام الجاري 2022.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تتعمد حجز الأسير أبو هواش بالمستشفى، حيث بدأ يعاني من ضعف في حاسة البصر وعدم القدرة على الكلام وضمور في العضلات، في ظل تحذيرات واضحة من قبل الأطباء بأنه قد يدخل في مرحلة حرجة في أي وقت.
وبدلًا من الاستجابة لمطلبه أصدرت سلطات الاحتلال مؤخرًا قرارًا يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، وهذا التجميد لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري لكنه يعني إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال والمخابرات (الشاباك) عن مصيره وحياته وتحويله إلى معتقل غير رسمي في المستشفى ليبقى تحت حراسة (عناصر) أمن المستشفى بدلًا من حراسة السجانين.
يشار إلى أن الأسير أبو هواش معتقل منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وحُوّل إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال (هادي، ومحمد، وعز الدين، ووقاس، وسبأ).
وتعرض أبو هواش للاعتقال عدة مرات سابقًا، وبدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2003 بين أحكام واعتقال إداري، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله ثماني سنوات تضمنت 52 شهرًا رهن الاعتقال الإداري.
ويعاني الآلاف سنويًّا من الاعتقالات الفردية والجماعية ويتعرضون خلالها لشتى أشكال المعاملة السيئة والعقوبات القاسية من إهمال طبي وظروف اعتقال غير ملائمة ومنع الزيارات العائلية والتعذيب الجسدي والنفسي.
المصدر: الجزيرة + وكالة الأنباء الفلسطينية