ما هي أصعب وأسهل اللغات في العالم؟

على مر العصور ميزت اللغة كل مجتمع عن غيره من المجتمعات، كما شكلت صلة الوصل بين أفراده، وكانت الرابط الرئيسي بين جيل وآخر، فاللغة هي رمز الأمة، كما أنها الوسيلة المثلى للأشخاص للتعبير عما يجول في داخلهم من أفكار ومشاعر، فاللغات هي أساس الشعوب.

بعض الشعوب تفتخر بأن لغتها هي الأصعب، وبعض الأشخاص يطمحون لتعلم أصعب اللغات، لكن ماهي تلك اللغة، حقيقة لا توجد لغة صعبة واحدة فقط، حيث يتم تحديد مدى صعوبة اللغة وفق معايير وتصانيف معينة، وهذا ما جعل من تحديد اللغة الأصعب حول العالم أمر أكثر تعقيدًا مما يمكن تصوره.

كيف يمكن تحديد أصعب لغة في العالم

يعتقد البعض أنها اللغة الصينية، بينما قد يقول آخرون أنها الإسبانية أو اليابانية، وستظن مجموعة أنها اللغة العربية، وقد يرغب كل شخص بأن يظهر لغته هي الأصعب ليتميز بذلك، لكن ببساطة لتحديد مدى صعوبة لغة ما يجب النظر إلى عدة معايير، كما يجب القيام بدراسات وأبحاث، بالإضافة لمقارنة اللغات من حيث إمكانية تعلمها من قبل الأشخاص الذين لا يتحدثون بها، والمدة التي يحتاجونها لإتقانها، فحقيقةً لا تتعلق صعوبة لغة ما بعدد المفردات فيها، أو بالحالات القواعدية الكثيرة، فلكل لغة سماتها الخاصة بها.

تصنيف معهد الخدمة الخارجية الأمريكي لأصعب لغات العالم

يتم اعتماد تصنيف هذا المعهد من قبل معظم الأبحاث والمصادر التي تسعى لتحديد ما هي أصعب لغة في العالم، فعلى مر 70 عامًا أجريت الكثير من الدراسات على أشخاص يتم تعليمهم مجموعة مختلفة من اللغات في هذا المركز التعليمي، ليصبح بذلك تصنيف ال FSI هو التصنيف الأكثر انتشارًا وشهرةً لتحديد مدى صعوبة لغة ما، حيث تم وضع خريطة ملونة بالتدريج لكل أنحاء العالم، بحيث كلما ازدادت درجة غمق لون دولة ما ازدادت صعوبة لغتها، كما تم تحديد عدد الأسابيع التي يحتاجها شخص مبتدئ لتعلم كل لغة، ووفق تلك الخريطة وجد أن اللغة العربية والصينية واليابانية هي أصعب اللغات حول العالم.

فئات أصعب وأسهل لغات في العالم

قسمت لغات العالم وفق تصنيف معهد الخدمة الخارجية الأمريكي FSI إلى فئات معينة، وهذا الفئات هي:

الفئة الأولى: تضم هذه الفئة اللغات الأسهل والأكثر قابليةً للتعلم، بحيث تحتاج كل من هذه اللغات عدد أسابيع يتراوح بين 24 و 30 أسبوعًا لتعلمها، أي ما يعادل 600 إلى 750 ساعةً دراسيةً، وتضم هذه الفئة مجموعة من اللغات منها اللغة الإيطالية، الإسبانية، البرتغالية، الفرنسية، السويدية، الدنماركية.
الفئة الثانية: تزداد في هذه الفئة صعوبة اللغة عن الفئة التي سبقتها، فيحتاج المتعلم حوالى 36 أسبوعًا لتعلم وإتقان أحدها، أي ما يقارب 900 ساعةً دراسيةً، وتضم هذه الفئة كل من اللغة الألمانية، والإندونيسية، الكريولية الهايتية، ولغة الملايو، والسواحلية.
الفئة الثالثة: يزداد عدد الأسابيع اللازمة لإتقان هذه المجموعة إلى حوالي 44 أسبوعًا، أي حوالي 1100 ساعةً دراسيةً، ومن بين اللغات التي تشملها اللغة الألبانية، العبرية، اليونانية، الفارسية، التشيكية، الهندية، التركية، الروسية، الكردية.
الفئة الرابعة: وهي آخر الفئات، بحيث تضم اللغات التي تحتاج 88 أسبوعًا لتعلمها، أي ما يقارب 2200 ساعةً دراسيةً، وضم الفئة اللغة اليابانية، الصينية الكانتونية والماندرينية ، اللغة العربية، والكورية. وتعتبر اللغة اليابانية هي الأصعب في هذه الفئة بحيث تحتاج إلى أطول وقت لإتقانها وتعلمها.

دقة تصنيف FSI لأصعب اللغات في العالم

توجد بعض النقاط الهامة التي يجب أخدها بعين الاعتبار، والتي جعلت البعض يشك في مدى دقة تصنيف ال FSI، ومن هذه النقاط نذكر:

ناطق باللغة الإنجليزية: إن التصنيف السابق يعتمد على الأشخاص الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية ويتقنوها، لذلك ما لم تكن تدقنها فلن تستطيع الاعتماد على هذا التصنيف.
عدم وجود وضوح في التصنيف من حيث الصعوبة: حيث أن هذا التصنيف لم يحدد لغة على أنها هي الأصعب، بل اكتفى بمقارنة الوقت الذي تحتاجه كل لغة لتعلمها.
عدم دقة الأرقام: فعدد الأسابيع التي تم تحديدها وفق هذا التصنيف سيختلف، وذلك لأن الأشخاص الذين تم إجراء الأبحاث عليهم يخضعون لدروس مكثفة في معهد لغات عالمي، كما أن هذا المعهد يختار الطلاب الأكثر ذكاءً وسرعة بديهة.
عدم الشمولية: الخريطة الخاصة بهذا التصنيف احتوت على بعض المناطق الملونة باللون الرمادي، دلالةً إلى عدم وجود معلومات كافية حول لغات هذه المناطق.

تصنيف ESL المتخصص بمجال دراسة اللغات

قامت شركة ESL المتخصصة بدراسة أصعب اللغات في مطلع عام 2020 بنشر معلومات حول أصعب اللغات الآسيوية، كانت وفقًا لتصنيفها اللغة العربية تحتل المركز الرابع من حيث الصعوبة، بينما كانت اللغة الصينية في المركز الثالث، أما المركز الثاني من حيث الصعوبة كان للغة الكورية، بينما احتلت اللغة اليابانية المركز الأول كأصعب لغة في قارة آسيا.

قائمة أصعب 7 لغات في العالم

بالاعتماد على التصنيفات التي تم ذكرها سابقًا، تم التوصل إلى قائمة تضم أصعب 7 لغات حول العالم، وهذه اللغات هي:

اللغة اليابانية: احتلت اللغة اليابانية المركز الأول كأصعب لغة في العالم، وذلك وفقًا لكل من التصنيفين السابقين.
اللغة الصينية (الماندرين): والتي تعتبر اللغة الأم الأكثر تحدثًا، كما أنها ثاني أصعب لغة في العالم، فهي تحتوي أكثر من 80000 ألف رمز، مع الإشارة إلى أن إجادة تحدث اللغة الصينية مستقل تمامًا عن إمكانية قراءة هذه اللغة.
اللغة العربية: التي تشكل واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه متعلم اللغات، وذلك بسبب نظام كتابتها من اليمين إلى اليسار، ووجود بعض الأحرف الصعبة النطق والغير موجودة في بعض اللغات، ويضاف إلى ذلك التعقيد النحوي والصرفي، وتعدد اللهجات.
اللغة الكورية: المعروفة باسم لغة الهانجول، والتي تتألف من 14 حرف ثابتًا، و10 أحرف متحركة، ومجموعة من الرموز المختلفة.
اللغة الروسية: تحتل اللغة الروسية المرتبة الخامسة من حيث الصعوبة، وذلك لتميزها بنظام كتابة مختلف عن باقي اللغات، واستخدامها الأبجدية السريالية، والاعتماد على العديد من الحروف الساكنة المجتمعة مع بعضها.
اللغة البولندية: حسب المصادر المختلفة كان اللغة البولندية من أصعب اللغات من حيث تعلمها وإتقانها، فالبعض يقول عنها أنها النسخة الأصعب من اللغة الألمانية.
اللغة الهنغارية: وهي اللغة الأسهل ضمن هذه القائمة، وتتميز بقواعدها النحوية الصعبة، بالإضافة إلى صعوبة النطق بها.

معايير لتحديد صعوبة اللغة وسهولتها

بالنسبة للعرب عند البحث عن لغة جديد لتعلمها وإتقانها يجب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة المعايير التالية لتحديد مدى صعوبة هذه اللغة، وهذه المعايير هي:

درجة الشبه بين هذه اللغة واللغة العربية.
درجة صعوبة وتعقيد هذه اللغة.
مجموعة المصادر الممكن اعتمادها.
عدد الساعات الممكن تخصيصها أسبوعيًا.
الدافع الموجود لدى الشخص.

المصدر: محتويات