سور قرآنية للراحة النفسية والتخلص من الهموم
يؤكد علماء الفقه أن جميع سور القرآن الكريم عند قراءتها بتأني وفهم تريح القلب وتلقي فيه السكينة والطمأنينة، ولكن هناك سورة لإزالة الهم والحزن من القلب عند قراءتها في الحال.
يجب على المسلم الذي يشتكي هماً وحزناً أن يلجأ إلى آيات القرآن الكريم وخاصة السور التي سوف نتحدث عنها بعد ذلك، ولكن القراءة وحدها لا تكفي فيجب أن يؤمن الإنسان بداخله ويثق بكلام الله سبحانه وتعالى وأنه سوف يزيله همه أياً كان.
تعتبر سورة الشرح سورة لإزالة الهم والحزن ولها الكثير من الأفضال الأخرى، حي نزلت هذه السورة على سيدنا محمد في مكة وكان ذلك بعد سورة الضحى، كما يطلق على هذه السورة الشرح أو الانشراح، وترتيبها في المصحف الشريف رقم 94.
توجد هذه السورة في جزء عم، وكان الهدف الرئيسي منها هو تذكير الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد بالنعم التي أنعم بها عليه، تم في هذه السورة التحدث عن انشراح الصدر، وهذا يعني أن قراءة هذه السورة يجلب لقارئها الطمأنينة في القلب والسكينة والشعور بالفرج.
ذكر بعض الشيوخ أنه انتشر بين الناس أن قراءة هذه السورة عدد معين من المرات يساعد على تقضية الحوائج، حيث يقول البعض أن قراءتها 40 مرة يساعد على إزالة الهم وفك الكرب، كما يقول البعض أن قراءة سورة الشرح 103 مرة يسهل الزواج، ولكن كل هذا الكلام لم يأتي في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا لا يمنع أن قراءة هذه سورة كونها سورة من سور القرآن الكريم يزيح الهم والغم.
ورد عن الرسول الكريم حديث شريف يؤكد فيه فضل القرآن في قضاء حوائج الإنسان مهما كانت، عن عمران بن حصين أنه مر على قاص يقرأ، ثم يسأل فاسترجع، ثم قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيئ أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس) رواه أحمد والترمذي.
إذا بحثنا عن سورة لإزالة الهم والحزن نجد أيضاً سورة يوسف التي لها فضل كبير في شفاء صدور المؤمنين بالله من الهم والكرب والحزن، كما أنا لها أفضال أخرى سوف يذكرها لنا موقع محيط، حيث أن السورة تشمل الكثير من الأحكام والعِبر والآيات الكثيرة التي يستطيع إدراكها من يتأمل كلام الله عز وجل عند قراءته.
ومن الجدير بالذكر أن هذه السورة الكريمة نزلت على رسولنا الكريم في عام الحزن عندما فقد الرسول عليه الصلاة والسلام زوجته السيدة خديجة وعمه أبا طالب، فكانت هذه السورة إحدى الأسباب التي أزالت عنه الهم والحزن اللذان سكنا قلبه، لذا يرجح الكثير من العلماء المسلمين أن قراءة هذه السورة للمهموم والحزين أمر محبب، وذلك لما بها الكثير من معاني إزالة الشدة بعد أفرج.
من الأحاديث التي وردت عن الرسول الكريم في فضل هذه السورة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “علِّموا أرقَّاءَكُم سورةَ يوسُفَ؛ فإنَّه أيُّما مسلمٍ تلاها مُعلِّمَها أهلَهُ وما ملكتْ يمينُهُ، هوَّنَ اللهُ عليه سكَرات الموتِ، وأعطاهُ القوَّةَ ألَّا يحسُدَ مسلمًا”.[٢]
هناك الكثير من الآيات والحكم الأخرى في سورة يوسف منها:
اللجوء إلى قضاء الحوائج والكتمان، حيث أمر النبي يعقوب سيدنا يوسف بألا يقص رؤياه على أخواته حتى لا يتعرض للمكائد.
اليقين بالله والثبات على الإيمان به، حيث أن سيدنا يوسف بقى ثابتاً أمام الكثير من الإغراءات والفتن.
اليقين بالفرج بعد الشدة مثل رجوع سيدنا يوسف لأبيه بعد كل سنوات الاشتياق.
كما أن هناك سورة لإزالة الهم والحزن بعينها، فيجب أن نؤكد أن جميع سور القرآن لا تخلو من آيات تساعد المسلم على الوصول إلى الراحة الداخلية والشعور بالراحة والسكينة، هناك الكثير من الآيات التي يستطيع كلاً منا ترديدها في حال الشعور بالاكتئاب والحزن مثل:
سورة الفاتحة: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ “(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرّحمن الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) أهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)”.
آية الكرسي في سورة البقرة “اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.
الآية 285، والآية 286 من سورة البقرة: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.
آيات متفرقة لإزالة الغم وفك الكرب:
هناك الكثير من الآيات الأخرى لإزالة هم المسلم وحزن، لا يوجد سورة لإزالة الهم والحزن واحدة، ولكنا سور عدة وآيات عدة منها:
من سورة آل عمران: “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ َغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” [آل عمران:135].
من سورة يوسف: “وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” (آية 18).
من سورة الأنبياء: “وَأَيُّوب إِذْ نَادَي رَبّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرّ وَأَنْتَ أَرْحَم الرَّاحِمِينَ” (آية 83) كما ورد في آية أخرى في نفس السورة: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَي فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ” آية 87-88.
عندما يشعر الإنسان بالحزن وضيق البال يقوم بقراءة سورة لإزالة الهم والحزن لكي يريح باله ونفسه، هناك آيات متعددة وردت في القرآن الكريم تعطي الإنسان الثقة في الله بزوال غمة:
في سورة غافر نجد الآية 44-45: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)”.
في سورة المؤمنون: “فتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ(116) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَلا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(118)”.
آيات من سورة فاطر – الإسراء لإزالة الهم والحزن:
استكمالاً لموضوعنا عن سورة لإزالة الهم والحزن سوف نستكمل باقي الآيات التي وردت في سور القرآن الكريم منها:
سورة فاطر: “وَقَالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ”.
سورة الإسراء: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا”.
آيات من سورة هود – طه لإزالة الغمة والكآبة:
سوف نستعرض آيات أخرى وردت في القرآن الكريم سنتحدث عنها كما تحدثنا من قبل عن سورة لإزالة الهم والحزن، وردت الآيات القادمة في سورتي هود و طه:
سورة هود: “إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.
سورة طه: “قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)”.
آيات من سورة النمل لتفريج الهم:
ورد في سورة النمل بعض آيات تفريج الهم والحزن مثلها مثل باقي آيات القرآن الكريم التي تبعث في نفوسنا الطمأنينة، وهي ليست سورة لإزالة الهم والحزن مخصصة لذلك ولكن آياتها تبعث في النفوس الثقة بالله مثل الآية التي تقول: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)”