عيد النوروز وأسطورة أرغنكون عند الشعوب التركية

عيد النوروز وأسطورة أرغنكون عند الشعوب التركية
عيد النوروز وأسطورة أرغنكون عند الشعوب التركية

عيد النوروز وأسطورة أرغنكون عند الشعوب التركية

تحتفل الشعوب التركية في تركيا وأذربيجان والجمهوريات التركية في أسيا الوسطى بعيد النوروز احتفالاً ببشرى الربيع و"بداية العام الجديد" و"عيد الطبيعة".

ويعني النوروز "اليوم الجديد" ويرمز عند الأتراك والفرس إلى بداية العام وتجدد الطبيعة وانتشار الخير والرخاء. بينما يرتبط في الأسطورة الكردية بأسباب سياسية هي الثورة على الحاكم الظالم والتخلص والظلم والاستبداد كما في أسطورة كاوا الحداد.

ويرتبط النوروز في الأسطورة والثقافة التركية القديمة بأسطورة أرغنكون التي ترمز إلى ميلاد الأتراك من جديد ونهضتهم وخروجهم للدنيا وتأسيس إمبراطورتيهم الكبيرة (كوك تورك).

ويذكر رشيد الدين الهمذاني في كتابه جامع التواريخ الأسطورة باعتبارها إحدى أساطير المغول القدماء. لكنه يعتبر المغول في الأساس قبيلة من قبائل الترك التي يصل عددها إلى ألف وبالتالي لا تزال الأسطورة من أساطير الأتراك القدامى. وهي تختلف عن نص الأسطورة المذكورة في المصادر الصينية القديمة المكتوبة في عهد سلالة جو/شو الصينية التي تعد أول من ذكر أسطورة أرغنكون.

وتقول الأسطورة إن الأتراك المنحدرين من سلالة أشينها (تلفظ في تركيا اسنه) تعرضوا لهجوم من دولة مجاورة قضت عليهم وقتلت الجميع بما فيهم النساء والأطفال باستثناء طفل عمره 10 أعوام قطع الجنود يديه ورجليه وألقوه. ثم وجدت الطفل ذئبة أطعمته بلبنها وباللحم وبعد فترة تزوج من الذئبة وحملت منه.

علم قائد الدولة المعادية بأمر الذئبة فأمر بقتلها وأرسل جنوده فهربت الذئبة إلى مكان بعيد محاط بالجبال وبداخله مغارة بها مكان يشبه الواحة وهناك وضعت 10 أطفال وكبر الأطفال وتزوجوا وعاشوا في المكان نفسه لعدة أجيال وتضاعفت أعدادهم حتى ضاق عليهم المكان وأطلقوا عليه اسم "أرغنكون" وبدأوا في البحث عن ممر أو طريق للخروج وصادف يوم خروجهم يوم النوروز واتجهوا نحو جنوب جبال ألطاي وعملوا بالحدادة وبعدها تأسست دولة كوك تورك.

أما الأسطورة المذكورة في جامع التواريخ وفي كتاب شجرة الترك لأبو الغازي بهادر فتقول إن جيش إيل خان تعرض للهزيمة وقتل العدو كل الكبار وأسروا الصغار وكان بين الأسرى "قيان" ابن إيل خان، وابن شقيقه نوكوز. وأصبحا أسيرين لنفس الشخص وقد تزوجا في نفس عام وقوعهما في الأسر، وبعد فترة تمكنا من الهرب مع زوجاتهما وعادا إلى مكان المعركة وجمعا كل ما تمكنا من جمعه من أشياء وحيوانات وهربا في اتجاه الجبال يتبعون في طريقهم الماعز الجبلي وهي تسلك الممرات الوعرة في الجبال وبمشقة ووجدوا أن المنحدرات التي يسلكوها لا تصلح للنزول من عليها مرة أخرى فواصلوا الطريق إلى أن وصلوا إلى واحة محاطة بالجبال بها عيون ماء وحيوانات للصيد وكل ما يلزمهم للعيش فعاشوا هناك وأطلقوا على المكان اسم "أرغنكون" أي الجبال شديدة الانحدار.

وعاشوا في المكان نفسه 400 عام ثم ضاق عليهم المكان وبدأوا في البحث عن مخرج وفكروا في إذابة الجبل وكان من الحديد فأخذوا يضعون طابقاً من حطب وطابقا من فحم ويحيطون به الجبل ثم أوقدوا النيران إلى أن ذاب الجبل وفُتح لهم ممر يمكنهم من الخروج وقاموا بحفظ هذا اليوم الذي صادف يوم النوروز واعتبروه عيداً لهم يحتفلون فيه كل عام بإذابة الحديد والدق عليه.

ولاحقا أضيفت عناصر أخرى للأسطورة مع الزمن منها أنه بعد إذابة الجبل ظهرت أمامهم عدة ممرات لم يعلموا أي منها يسلكون فظهر أمامهم ذئب أغبر أرشدهم للطريق الصحيح.

ومن أسطورة أرغنكون تتضح أهمية رمزية الذئب في الثقافة والميثولوجيا التركية.

وتختلف أسماء عيد النوروز بين المجتمعات التركية كما تختلف فترة الاحتفال به ففي حين يحتفل به معظم الأتراك في 21 مارس/ آذار، تحتفل به بعض البلدان التركية في 21-23 مارس بينما تستمر الاحتفالات لمدة أسبوع في دول تركية أخرى.

ويُطلق على النوروز في أذربيجان اسم عيد الذئب الأغبر وأرغنكون، وفي كازاخستان اسم "يوم الأمة"، وفي تركمانستان "العام الجديد"، ويطلق عليه أتراك الأويغور اسم "اليوم الجديد" وأتراك الغاغاوز اسم "عيد الربيع".

 

المصدر: ديلي صباح التركية

مشاركة على: