بالصور والفيديو: إسطنبول.. مسجد "آيا صوفيا" يتزين لأول صلاة تراويح منذ 87 عاماً
يتحضر مسجد آيا صوفيا الكبير، في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، لاستقبال أول صلاة تراويح، منذ إغلاقه عام 1934 إثر تحويله لمتحف، وإعادة افتتاحه كمسجد في تموز/ يوليو الماضي.
حيث زينت كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" مسجد آيا صوفيا، استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وإقامة فيه صلاة التراويح لأول مرة منذ 88 عاما، وذلك بعد تحويله من متحف إلى مسجد بمرسوم من الرئيس أردوغان منذ عامين.
وتم تداول صور مسجد "آيا صوفيا"، وهو مرتديا حلته الجديدة “المحيا” العثمانية، على نطاق واسع من قبل الأتراك عبر منصات التواصل الاجتماعي، معربين عن سعادتهم بعد بإقامة صلاة التراويح في هذا الصرح الإسلامي العظيم، بعد مضي سنتين من الانتظار بسبب تدابير جائحة كورونا المتخذة من قبل السلطات.
وبدا مسجد آيا صوفيا، فاتن الجمال بزينته الجديدة، والتي زُين بها لأول مرة في التاريخ عام 1724، ثم حُرم منها لعشرات السنين، بحسب مصادر تركية.
والمحيا العثمانية، هي عبارة عن زينة مضاءة توضع بين مئذنتي المسجد، ويُكتب عليها عبارات ترحيب بشهر رمضان أو عبارات دينية ووعظية أو عبارات دعاء.
ونالت هذه العادة الطيبة مكانة هامة جدا في عهد الدولة العثمانية، سواء عند سكانها أو زوارها من الخارج، حيث كان الأجانب يتداولون الحديث فيما بينهم عن “المحيا” قائلين “الأتراك نجحوا بإنزال النجوم من السماء واستعمالها للكتابة بين المآذن”.
وتعود هذه العادة إلى ما قبل 453 عاما، حيث علقت أولى لافتاتها في عهد السلطان أحمد الأول بين مئذنتي مسجد السلطان أحمد الشهير في إسطنبول.
وأول ما صُنعت “المحيا” في عهد الدولة العثمانية من القناديل المضيئة بزيت الزيتون، حيث كانت تركب على حبال مشدودة بين مئذنتين كل مسجد، وكانت الواحدة تضم ما بين 400 إلى 500 قنديل مجهز بشكل خاص حتى لا ينطفئ بسرعة ولا يتسبب في حريق.
كانت صناعة “المحيا” مكلفة ومتعبة، تتطلب مهنية عالية وشجاعة من المحياجي، وعلى الرغم من ذلك، فقد كان حرفيو “المحيا” يتنافسون في على تغيير العبارات بشكل متكرر ويومي، بعد انتهاء صلاة التراويح، الأمر الذي كان يضفي جوا حماسيا على ليالي رمضان.