بعد القمح .. ضحية جديدة للحرب على أوكرانيا
أفادت صحيفة الغارديان أن هناك تحذير من المزارعين بأن هناك نقص عالمي في الحمص، مما يهدد إمداداته إلى الدول المستهلكة.
ويأتي ذلك في تطور له عواقب وخيمة على البلدان التي تعتمد على البقول كمصدر أساسي للبروتين عواقب وخيمة على البلدان التي تعتمد على البقول كمصدر أساسي للبروتين.
ومن المرتقب أن تنخفض إمدادات الحمص بنسبة تصل إلى 20٪ هذا العام، وفقا لجمعية “جي بي سي” المتخصصة برصد البيانات من المزارعين والمستوردين والمصدرين وجهات أخرى، وذلك بسبب تأثير “الظروف الجوية الصعبة والحرب في أوكرانيا” على الإنتاج.
يذكر أن العقوبات الغربية على روسيا التي أعقبت غزو أوكرانيا، في توقف الشحنات من روسيا، التي تعتبر من أكبر مصدري الحمص، وتمثل نحو ربع التجارة العالمية، وفقا لما ذكره نافنيت سينغ تشابرا، مدير شركة “شري شيلا”، وهي شركة عالمية لتجار الحمص.
وفي غضون ذلك، لم تتمكن أوكرانيا من زرع محصولها الإجمالي من الحمص بسبب الحرب، حيث تقلصت الكمية المصدرة إلى أوروبا بـ 50 ألف طن.
وفي هذا السياق قال جيف فان بيفينيدغ، الرئيس التنفيذي لشركة كولومبيا الدولية للحبوب، لرويترز إن “روسيا تصدر ما بين 200 ألف و250 ألف طن كحد أدنى في السنة. وعندما بدأت الحرب في فبراير الماضي، تم وقف الإمدادات بالكامل”.
وأضاف أنه “عندما اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، ازدهر الطلب. لقد رأينا طلبا قويا من الصين، ومن عملاء في باكستان وبنغلاديش”.
وكشفت الصحيفة أن الطلب يفوق الإمدادات، حيث يحاول المشترون من جنوب آسيا والبحر الأبيض المتوسط تعزيز المخزونات المتضائلة، بعد أن فرضت تركيا حظرا على الصادرات، في حين انخفضت العائدات من المكسيك إلى أستراليا نتيجة مشاكل تتعلق بالطقس، بما في ذلك الفيضانات”.
وارتفع سعر مجموعة من منتجات الحمص في محلات السوبر ماركت البريطانية الرئيسية بنسبة تصل إلى 100٪ منذ يناير، وفقا لبيانات اطلعت عليها صحيفة الغارديان من مجموعة الأبحاث Assosia.
وفي الولايات المتحدة، أصبحت تكلفة الحمص الآن 12٪ أكثر مما كانت عليه في العام الماضي وحوالي 17٪ أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كورونا، وفقا لبيانات NielsenIQ التي اطلعت عليها رويترز.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في عرقلة خروج المحاصيل الزراعية الأساسية، ومنها الحبوب، وجعل الغذاء أكثر تكلفة في جميع أنحاء العالم، مما يهدد بتفاقم أزمة الغذاء ومخاطر التعرض للمجاعات قد تؤدي بدورها إلى انعدام الاستقرار السياسي في البلدان النامية.
وتصدر روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث القمح والشعير في العالم، وأكثر من 70 في المئة من زيت عباد الشمس، كما أنهما موردان رئيسيان للذرة، فيما تعد روسيا أكبر منتج عالمي للأسمدة.
وارتفعت أسعار الغذاء العالمية بالفعل قبل الغزو، لكن الحرب زادت الأمور سوءا، حيث عرقلت وصول نحو 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا.