كورونا ... والتعليم الإلكتروني
لقد غير التطور التكنولوجي ودخول الإنترنت كثير من الأمور على مستوى الحياة ككل و في مختلف النطاقات الحياتية .
فعلى سبيل المثال جانب التعليم والتدريس فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية إحدى قنوات التعلم التي تفتح أمام الباب أمام الناس في جمبع أنحاء العالم للحصول على التعليم المجاني أو الأقل تكلفة فبعد ازدهار تكنولوجيا المعلومات والإنترنت فتح الباب للوصل إلى المعرفة والتعليم والتدريب عالي الجودة إلى حد كبير وتمكن كثير من الناس من تحسين مهاراتهم الحياتية والمهنية والعلمية حيث تمكنوا من خلال أنظمة المعلومات والويب الإطلاع على كثير من الصفحات والدراسات والمواقع التي غيرت من نمط تفكيرهم وأعمالهم وممارساتهم ولم يكن لهم القدرة على الحصول عليها ولولا توفر هذه التكنولوجيا .
إن التعليم الإلكتروني وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ويجمع هذا اللفظ كافة الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم الفردي أو الجماعي أو النشر العلمي باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها وصفحات الويب ولقد أدت النقلات السريعة في مجال التقنية إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم، مما زاد في ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي ؛ حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديهِ من خبرات ومهارات سابقة. ويعتبر التعليم الإلكتروني أحد هذهِ الأنماط المتطورة لما يسمى بالتعلم عن بعد عامةً، والتعليم المعتمد على الحاسوب خاصة. حيث يعتمد التعليم الإلكتروني أساساً على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات وتضم تطبيقاته التعلم عبر الويب والتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية والتعاون الرقمي ويتم تقديم محتوى الدروس عبر الإنترنت والوسائل السمعية والفيديو والأقراص المدمجة.
من خلال هذه المقدمة للتعريف بأهمية التطور التكنولوجي والتعليم الإلكتروني نجد أن هناك قصور شديد لدى كثير من الدول حول العالم والدول العربية على وجه الخصوص في استثمار وتوجيه هذه الألية والوسائل للاستفادة منها وزيادة المعرفة ونقلها ونشرها على أوسع نطاق في المجتمع بل ومن المؤسف أن التطور التكنولوجي لدى كثير من الناس اقتصر على برامج السوشيال ميديا وبعض البرامج التي لا تؤدي إلى تلك المعرفة والعلوم التي ترفع من المستوى المعرفية لدى المجتمع ولرب ضارة نافعة ومن رحم المحن تتولد المنح ما يصيب العالم اليوم من وباء فيروس كورونا تولد عنه جملة من الإليات والاستراتيجيات على مستوى العالم وخاصة في الدول التي لديها تفكير إبداعي ونظرة استراتيجية نحو شعوبها وكيف يتم التعامل مع الأزمات بشكل ابداعي وتفعيل طريقة التفكير خارج الصندوق والنظر من الزوايا التي لا ينظر إليها الأفراد العاديون وقد ظهر أن من وسائل المحافظة والابتعاد عن الفيروس والاصابة الاحتياج إلى الابتعاد عن المخالطة والتجمعات التي تكون بين المجتمع ولكن هناك مشكلة أخرى هي التجمعات الدراسية في المدارس والجامعات وستظل هي المشكلة الكبرى لدى الدول التي تحترم التعليم وتضعه في قائمة أولوياتها حيث سارعت بعض الدول إلى إلزام الطلاب والطالبات بعدم الحضور إلى الفصول الطبيعية في الجامعات أو المدارس لكن هل انتهى الأمر هنا وتوقف التعليم .... لا وإنما نجد أنها انتقلت وفي فترة زمنية قياسية إلى تحويل العملية التعليمية إلى التعليم الإلكتروني وانتقلت كافة الجامعات والمدارس وجهات التعليم ومن يحتاج إلى الاجتماع إلى الأنظمة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني فهل ياترى كان وضع التعليم لدى كثير من الدول العربية مثل هذا هل لدينا البنية التحتية التي تؤهلنا إلى الإنتقال ومواكبة هذه الأنظمة أم لازلنا نفكر بنفس الطريقة في التعليم التي إن فقدناها سيظل أبنائنا وبناتنا في البيوت و ستتوقف المدارس والجامعات ... سؤال يحتاج إلى مراجعة من قبل المختصين والقائمين على وزارات الاتصالات والتعليم والوزارات التي تتعلق بذلك .
وحتى تتضح الصورة للكثير ممن لا يعرف فوائد التعليم الإلكتروني سأسرد لكم بعض هذه الفوائد :
- سهولة الوصول والمرونة حيث يمكن الوصول إلى البرامج التعليمية والتدريبية في أي وقت وفي أي مكان وسواء من جهازك المحمول أو من هاتفك الذكي وهذا يعني أنه يمكن التعلم من بيتك وعلى متن سيارتك وكذا في القطارات ووسائل المواصلات بكل راحة وهدوء .
- سهول وقلة الميزانية المدفوعة للاستفادة من التعليم وهذا قد لا يكون في كل جوانب التعليم والتدريب ولكن هناك الكثير من البرامج التعليمية والتدريبية المجانية وشبة المجانية أو المواقع التي يمكن التواصل معهم لإعفائك من الرسوم .
- يخدم أنماط التعلم المختلفة حيث أننا نختلف في أنماط التعلم وطرق التفكير فالتعليم الإلكتروني يتيح لك البحث عما يناسبك من نمط فمن يرغب في التعلم عن طريق مقاطع الفيديو الصور المرئية سيجد ذلك ومن يرغب بالتعلم عن طريق الملاحظات المكتوبة والاختبارات سيجد ذلك وغيره من الأنماط التي يمكن التنقل فيها عبر التعليم الإلكتروني .
- الحرية والدافعية الذاتية للتعلم وفليس كل الناس على وتيرة واحدة من سرعة التعلم والفهم ولذا يتنقل المتعلم بين الوسائل والمواقع الدورات المناسبة له وبما يحقق طموحة وذاتية الشخصية .
- إمكانية الحصول على نتائج وتقارير قابلة للقياس فالمؤسسات والجامعات والمراكز التعليمية والتدريبية كثيراً ما تشكوا من ضعف الوصول إلى التقارير المتميزة التي يقوم بها الموظفون بالطريقة التقليدية وإمكانية تحليلها لمعرفة منحنيات التعلم والاستفادة في حين يتيح لك التعليم الالكتروني ذلك بكل سهولة ويسر لمعرفة مدى فاعلية المنهج او المعلم في تحسين مستوى التعليم لدى المستفيدين والحصول على تقارير مباشرة وحيّة عن ذلك .
- حفظ السجلات وإدارتها للمتعلمين والمستفيدين حيث يتيح التعليم الإلكتروني معرفة سجلات المتعلمين وكمية البرامج التعليمية التي وصلوا إلها ونوعيتها وكذا إدارتها لمعرفة مدى تحقيق الأهداف التعلييمية أو الوظيفية التي ترغب أن يصل إليها المستفيد مما يتيح عملية التقييم السليم لمنحنى التعليم والاستفادة .
- التفاعل والمحاكاة فيمكن للمتعلمين عن طريق التعليم الإلكتروني الحصول على الكثير التفاعل مع أقرانهم ومن هم في نفس المستوى التعليمي أو الإداري والوضيفي أو المهني وتبادل الخبرات فيما بينهم على اختلاف لغاتهم وأماكنهم .
- التعاون وبناء المجتمعات من خلال المنتديات والمناقشات الحية والنقل المباشر لفعاليات معينة والتي بدورها تحيي لدى الموظفين والمتعلمين روح التعاون مع الآخرين وثقافة الفريق .
- التغذية العكسية ومعرفة النتائج ومدى التأثير والفائدة الحاصلة لدى المتعلم من خلال العناصر التفاعلية مثل الاختبارات القصيرة والمقابلات الفورية وغيرها .
- الوصول إلى الخبراء حول العالم وسؤالهم والاستفادة منهم والتواصل معهم وبناء العلاقات الإيجابية والترتيب للقاءات الحية والمباشرة التي يحتاجونها .
من هنا يتبين أهمية التعليم الإلكتروني وإعادة النظر فيما وصلنا إليه من البنية التحتية للتكنولوجيا وكيف أعاد العالم ترتيبة لنفسه في ظل وجود أزمات ووباءات لتستمر العملية التعليمية ويستمر بناء الإنسان لبناء الأوطان ولم يقفوا عند العوائق، بل يجب أن تعمل العقول وتفكر في الإبداع وتحويل المحن إلى منح .