كيف تنظف قلبك حتى تلقى الله بقلب سليم؟
تأملت ما يحدث في هذه الدنيا الواسعة، فوجدت أن صراعنا الأبدي ومعركتنا الحقيقة، إنما هي مع "قلوبنا"، كما قال الله عز وجل "إذ جاء ربه بقلب سليم".
السؤال الذي يطرح نفسه.. كيف نلقى الله عز وجل بقلب سليم؟ بمعنى آخر كيف نغسل قلوبنا؟
كيف يُفتن القلب؟
القلب ملك البدن، والجوارح تتبعه، ولفتنة القلب مصدر داخلي وخارجي.
المصدر الداخلي
أي ينبع من القلب نفسه بأن يمسه اشتهاء شيء من الدنيا، ومتى حدث ذلك فليأخذه بما أحله الله، بالقدر الذي أحله الله دون إفراط أو تفريط.
وإن لم يُقدِّر الله عز وجل له ذلك فلا يمد عينيه، لأن مد الأعين لا يتوقف عند التمنى، بل يتضاعف حتى يصل إلى الشعور "بالحرمان"، وهو بداية الهلاك.
إذ هو يغرس في القلب نقطة سوداء، لا تزال تكبر حتى تظهر على أشكالٍ كثيرة كالحقد والحسد والغل والكبر والكذب والرياء.
ليتبع ذلك المعصية تليها المعصية، وهلم جرة كعقد منفرط يبتغي بها المرء تسكين ألم الحرمان الذي يلازمه وليته يفعل، وإنما يزيده الحرمان حسرة.
وما كل ذلك إلا حظ نفس تأخذ بتلابيب المرء إلى الهلاك.
المصدر الخارجي
ويعني أن يتعرض المرء لأذى من الخارج، كتعرضه للظلم أو العدوان أو الإساءة وغيرهم، وهو ما يولد الشعور بالقهر..
وفي هذا ما على المرء إلا الصبر والتسليم والذي له صلة أكيدة بالرضا بقضاء الله، كما قال الله تعالى"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" حتى حتى يحين العفو أو القصاص.
ما هو الحل؟
إن استطاع المسلم أن لا يمد عينيه فليفعل، فإذا وقع في مد الأعين، فليكف ويرض بما قسمه الله، فإذا وقع في الشعور بالحرمان، أو القهر فليراجع قلبه، ويفكر في حكمة الله تعالى وفي الموت والدار الآخرة، ويمسك بلجام نفسه، ولا يطلقها إذ هي خيل جامح، لا تتوقف عند شعور واحد، وإنما تقود المرء إلى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة.
باختصار، عليه أن ينظف قلبه أولًا بأول.
نسأل الله السلامة والعافية حتى نلقاه عز وجل "بقلب سليم".