12 ألف وحدة سكنية على أعتاب قناة إسطنبول… وتيرة البناء تتسارع رغم التحذيرات

تتصاعد وتيرة البناء على امتداد مشروع قناة إسطنبول، مع انطلاق مرحلة جديدة تتضمن إقامة 12,092 وحدة سكنية إضافية ضمن عملية تقييم الأثر البيئي (ÇED) التي تقدّمت بها وزارة البيئة والتخطيط العمراني، في خطوة تُعزز من توسّع "يكُمشيش" العمراني.

السياق السياسي حول المشروع:

على الرغم من اعتراضات هيئة المياه والصرف الصحي في إسطنبول (İSKİ) التي كانت تؤكد ضرورة الحفاظ على حوض سيلسديري، الذي يعتبر من أهم مصادر المياه لـ750 ألف نسمة من سكان المدينة، فقد بدأت أعمال البناء بالفعل في المنطقة منذ أبريل، وبموازاة ذلك، تم إطلاق سلسلة من مزادات "نيفيشهير" (Yenişehir) للمشاريع الجديدة.

التفاصيل بحسب تقرير ÇED:

أفصح تقرير تقييم الأثر البيئي عن إطلاق TOKİ (مكتب الإسكان الجماعي) لعدة مشاريع في مناطق تحمل أرقام 13 وحتى 18 شمال غربي إسطنبول (Arnavutköy – Sazlıbosna). وتشمل التفاصيل:

المناطق 13، 14، 15: مشروعات تشمل بناء أكثر من 5,000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى تشييد مراكز ترفيهية وتعليمية تشمل مساجد، مدارس ابتدائية، مراكز صحية، ومجتمع. الميزانية المعلنة لهذه المرحلة تتجاوز 14.7 مليار ليرة.

المناطق 16 و17: تتضمن إنشاء 3,822 وحدة سكنية، ويقدر عدد السكان المتوقع أن يعيشوا في تلك المناطق بـ 19,536 شخصًا، ضمن ميزانية تخطّت 14.5 مليار ليرة.

المنطقة 18: تشمل بناء 2,135 وحدة سكنية و12 متجرًا، موزعة على 36 مبنى سكني من طراز 2+1، على أن تتبعها مرحلة ثانية شاهدت رفع عدد المباني إلى 51. يتيح المشروع سكنًا لحوالي 8,642 شخصًا إضافيًا في الحي ذاته.

دلالات أوسع:

إن تسارع وتيرة البناء في حوض سيلسديري، بالرغم من التحذيرات البيئية والنقد السياسي، يشير إلى نزوع حكومي واضح نحو تحويل المناطق الزراعية ومصادر المياه إلى مشاريع عمرانية ضخمة ضمن مشروع قناة إسطنبول. كما يُعتبر المشروع أحد أبرز الملفات الحضرية الاستراتيجية في تركيا، ويثير تساؤلات كبيرة عن توازن التنمية مع الحفاظ على مصادر المياه والبيئة والحياة الحضرية المستدامة.