كاراهان: سنُبقي التضخم تحت السيطرة عبر أهداف مرحلية دقيقة

كاراهان: سنُبقي التضخم تحت السيطرة عبر أهداف مرحلية دقيقة
كاراهان: سنُبقي التضخم تحت السيطرة عبر أهداف مرحلية دقيقة

كاراهان: سنُبقي التضخم تحت السيطرة عبر أهداف مرحلية دقيقة

في تصريح حديث أدلى به أمام وسائل الإعلام، أكّد بكر قره‌هان، رئيس البنك المركزي التركي، أن السياسة النقدية ستُدار بحذر ومرونة لضمان أن معدل التضخّم يتماشى تدريجيًا مع “الأهداف المرحلية” التي حددتها الحكومة، مع الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي. هذا التصريح جاء في سياق التحوُّلات الأخيرة في أسعار المواد الأساسية والضغوط التضخمية التي تواجه تركيا حالياً. (المصدر: Haber7)

 

في السنوات الأخيرة، عانت تركيا من معدلات تضخّم مرتفعة أدّت إلى ضغوط شديدة على قدرة المواطنين الشرائية، ودفعت الحكومة والبنك المركزي إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية دورية. من بين الأهداف المرحلية التي أعلنتها السلطات هي خفض التضخم إلى نطاق أحادي الرقم خلال السنوات المقبلة، وتحقيق استقرار مادّي واقتصادي يدعم النمو.

قره‌هان في تصريحاته أشار إلى أن البنك المركزي سينسّق بشكل وثيق مع الحكومة ووزارة المالية لمعالجة التحديات التضخمية، مع مراعاة أن السوق والبيئة الاقتصادية قد تتحرك بشكل غير متوقّع.

 

لتصحيح مسار التضخّم نحو الأهداف المرحلية، قد يعتمد البنك المركزي على:

تعديل أسعار الفائدة: رفع أو خفض وفق تقييمات راهنة لمعدلات النمو والتضخّم المتوقع

عمليات السوق المفتوحة: سحب السيولة الزائدة أو ضخها حسب الحاجة

الرقابة في الأسواق: خاصة في سلاسل السلع الأساسية لضبط الهدر أو المضاربة

التنسيق مع السياسات المالية: مثل الإنفاق الحكومي والتحفيزات أو الضرائب لتخفيف الضغط على الأسعار

قره‌هان وعد أن “التدابير ستكون مرنة لكن متوازنة، حتى لا نُخاطِر بالنمو أو بقطاع الإنتاج”.

 

هذا النوع من التصريحات من محافظ البنك المركزي يُعدّ مؤشّرًا هامًا للأسواق والمستثمرين، إذ يوضّح توجهات السياسة النقدية القادمة. في وقت أن تركيا تواجه ضغوطًا تضخمية بسبب ارتفاع أسعار الاستيراد، الطاقة، الغذاء، وتقلبات سعر الصرف، فإن التأكيد على الالتزام بالأهداف المرحلية يُعطي إشارات إيجابية للثقة الداخلية والخارجية.

كما أن السوق المتابع لتصريحات البنك المركزي يراقب مدى التزامه بتحقيق هذه الأهداف، وما إذا كان سيلجأ إلى أدوات قد تُشجّع النمو أو تضغط على التضخّم بقوة.

 

رغم النوايا الطيبة، فإن الطريق لتحقيق ذلك ليس سهلاً:

انكشاف اقتصادي خارجي: تركيا تعتمد على الواردات في كثير من القطاعات مما يجعلها عرضة لتقلبات الأسعار الدولية

سعر الصرف: ضغط على الليرة التركية يمكن أن يُرجّع التضخم للأعلى رغم سياسات الداخل

عامل العرض: بعض الزيادات في الأسعار تأتي من اختناقات في العرض أو تكاليف الإنتاج، لا يُمكن للبنك حصرها وحده

المضاربون والأسواق السوداء: إذا لم تُطبّق الرقابة بحزم، قد يستغل البعض الفجوة بين التوقعات والتصريحات

 

إن تصريح قره‌هان بأن البنك المركزي سيعمل لضمان أن التضخّم يتماشى مع الأهداف المرحلية هو تأكيد على التوجه الحذر المتوازن في السياسة النقدية التركية. إذا ما نجح في التطبيق، فقد يساعد على استقرار الأسعار ودعم النمو على المدى المتوسط، لكن التنفيذ الدقيق والمراقبة الصارمة ستكون المحك الحقيقي.

مشاركة على: