أمير عراقي: العلم التركي سيظل يرفرف بالسماء رغم محاولات تنكيسه

أمير عراقي: العلم التركي سيظل يرفرف بالسماء رغم محاولات تنكيسه
أمير عراقي: العلم التركي سيظل يرفرف بالسماء رغم محاولات تنكيسه

أمير عراقي: العلم التركي سيظل يرفرف بالسماء رغم محاولات تنكيسه

"كلهم يريدون تنكيس هذا العلم التركي، ولكنه سيبقى خفاقا في السماء"، كانت تلك آخر الكلمات التي نطق بها الأمير محمد بن فيصل، أول ملوك المملكة العراقية (1921-1933) ، قبل وفاته في 19 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

تقول الأميرة نسرين الهاشمي، إن والدها الأمير محمد الذي كان يتقن اللغة التركية العثمانية، أكسبها حب تركيا وشعبها، كما كان وسيطاً لتطلع على شؤونها وتاريخها، والكثير من الجوانب السياسية والاقتصادية.

ولطالما كان يحدثها عن "الشر الذي يستهدف تركيا من قبل جهات كثيرة"، حسب الأميرة نسرين، التي ترى أن "الأمل معقود على تركيا حاليا في ظل التشرذم الذي تعيشه الأمة العربية على صعيد الأفكار الدينية والسياسية".

وأكدت أن والدها "دعا في كلماته الأخيرة بالخير للرئيس أردوغان والشعب التركي، مؤكدة أنها تسير على طريق والدها، وتدعو  الله أن يمد في عمر الرئيس ويعينه على التحمل والصبر".

والأسبوع الماضي، ووري جثمان الأمير محمد بن فيصل الثرى بمقبرة "قارشي ياقا" بأنقرة، وشارك في مراسم تشييعه نجله الأمير عدنان وكريمته الأميرة نسرين، فضلا عن عدد من المسؤولين الأتراك وحشد غفير.

تقول الهاشمي" لم يكن لتركيا إلا أن تتجاوب مع مشاعر والدي والنزول عند وصية الأمير محمد بأن يدفن إلى جانب الغازي مصطفى كمال(أتاتورك)، إن تعذر دفنه إلى جانب والده بالمقبرة الملكية في بغداد.

وتوجهت الأميرة نسرين بالشكر لتركيا حكومة وشعبا على "هذا الموقف الكريم المعبر عن أصالتها".

وضع العراق الحالي

الطبيبة الباحثة نسرين الهاشمي، أعربت عن أسفها الشديد على الوضع الذي آل إليه العراق، وسط سيطرة النزعات الطائفية في البلاد.

وشددت على ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة للخروج من هذا الوضع، معربة في هذا السياق عن تفاؤلها بمستقبل تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

مشاعر مختلطة من الغضب الممزوج بالحزن طبعت كلام الأميرة نسرين عند الانتقال عن الحديث عن العراق، وما تعيشه البلاد من تراجع في القطاعات المختلفة بفعل التعاطي الطائفي، ولم تستطع تجنب المقارنات مع العهد الملكي.

وبينت أن الطائفية "سرطان فتك بالأمة، والهدف منها تدمير العراق، وعندما حكم جدي العراق عمل حتى وفاته ليبقى الشعب موحدا، ولم يسأل يوما أي مواطن من أي منطقة ينحدر، لأن ذلك سيقود للحديث عن انتماء مذهبي أو حزبي".

وأضافت أن "الملك فيصل كان يختار الأكفأ للمنصب، بغض النظر عن دينه أو مذهبه، ولذلك كان العراق حينها في مصاف الدول المتقدمة بالعالم، في العديد من القطاعات لا سيما التعليم، فضلا عن تنوع المصادر والثروات".

وتابعت، "كان جدي يُحضر تسجيلات المحاضرات من الجامعات البريطانية لكي يستفيد منها الطلاب في العراق، وكان لدينا مؤتمرات ومجلات علمية، أما عن واقع المرأة فيكفي الحديث عن "ليلى" أول مجلة نسائية تنشر في العراق عام 1923".

وأعربت عن تتطلعاتها لرؤية "بلاد الرافدين" تعود إلى مجدها وسيرتها الأولى مهداً للحضارة والازدهار.

جذور وتاريخ مشترك

أكدت الأميرة الهاشمي عمق علاقة عائلتها مع تركيا، قائلة "لنا جذور هنا وتاريخ مشترك"، وتلك العلاقة ألقت بظلالها على الأمير محمد، حيث "أوصى أن يدفن بجانب والده في بغداد بالمقبرة الملكية، وإن تعذر الأمر أن يدفن بجانب أتاتورك في أنقرة".

وأوضحت نسرين "علاقات جدي الملك فيصل مع تركيا لم تنقطع، وإن كان البعض يظن أن الثورة العربية (1916) قطعتها، وهذا ليس صحيحا، لأن الثورة لم تقم ضد الدولة العثمانية، وإنما ضد ظلم واليها جمال باشا".

وتابعت "جدي أوصى قبل وفاته أن يرعى مصطفى كمال والدي(...)، وكثيرة هي الصور التي تجمع جدي وأتاتورك، فهما متقاربان في العمر، وتدريبهما في الكلية الحربية كان في نفس المكان، وعليه فإن علاقتهما أكبر من السياسة، إنها أخوة دم وصداقة ومحبة وتاريخ مشترك".

وأشارت إلى أن العلاقة القوية تمتد إلى أفراد آخرين من العائلة مثل الشريف محي الدين طرغان(ولد في اسطنبول عام 1892 وتوفي 1967)، والمعروف عند العرب بمحي الدين حيدر، وهو ابن عم جدي، وهو طبعاً أحد الموسيقيين الشهيرين هنا في تركيا، وأحد أعلام الموسيقى العربية فلذلك "علاقة الأشراف بتركيا تربطهم بالتاريخ المشترك".




وتختتم ذكرياتها عن الملك فيصل قائلة: "كان جدي يقول أن مستقبل الأمة بيد معلميها ومفكريها، لكن للأسف الشديد نتيجة الجهل ينظر البعض للكرسي والمنصب". -

مشاركة على: