تعرّف على الصّحابي الجليل الذي دُفن في مدينة إسطنبول

تعرّف على الصّحابي الجليل الذي دُفن في مدينة إسطنبول
تعرّف على الصّحابي الجليل الذي دُفن في مدينة إسطنبول

تعرّف على الصّحابي الجليل الذي دُفن في مدينة إسطنبول

إنّه الصّحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري، أو أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، الذي شهد بدر والعقبة، ولم يمنعه كبر سنّه 98 عاما، من الإصرار على الخروج لفتح القسطنطينية "إسطنبول حاليا"، لتكون آخر غزوة شارك فيها إلى جانب جيش المسلمين، كرمه السلطان محمد الفاتح، ويتخذه الشباب التركي اليوم نموذجا للفداء والتضحية.

 كان أشد الصّحابة تعلقا بالنّبي محمد صلى الله عليه وسلّم، روي عنه أنه أثناء إقامة النّبي في داره كان هو وامرأته يلتمسون بركته فيأكلون من موضع يده، خرج مع الجيش المتوجه إلى القسطنطينية عام 668 للميلاد، بقيادة يزيد بن معاوية، ولما اشتد به المرض أوصى أصحابه بدفنه في أحد حصونها.

شارك في بداية معارك فتح مدينة إسطنبول، لكن اشتد به المرض، ووافته المنية على أسوارها، تشير المصادر التاريخية العثمانية، أنه قبل وفاته أوصى قائد الجيش "إذا أنا مت، فاركب بي، ثم تبيغ بي في أرض العدو "القسطنطينية" ما وجدت مساغا، فإذا لم تجد مساغا، فادفني، ثم ارجع".

ولما مات أبو أيوب، وقد اختلفت المصادر التاريخية حول تاريخ وفاته، فقيل سنة 50 للهجرة، وقيل 52 للهجرة، نفذ قائد جيش المسلمين يزيد وصيته فركب به، ثم سار به، ثم دفنه في أصل حصن القسطنطينية، وصلى عليه.

كما تشير المصادر التاريخية التركية، إلى أنّ أول عمل قام به السلطان العثماني محمد الفاتح، أثناء فتحه المدينة عام 1453 للميلاد، تحديد موقع قبر هذا الصّحابي الجليل، وفي عام 1458 للميلاد، بنى العثمانيون بمحاذات القبر مسجدا وسمّوه "جامع أيوب سلطان" نسبة للصحابي الجليل، ويقال أيضا أنه أول مسجدا بني في إسطنبول.

إلى اليوم، يحظى قبر وجامع أبي أيوب الأنصاري، بمكانة عظيمة لدى الأتراك، ويرون فيه الصّحابي الذي جاهد وهو بسّن كبيرة من أجل أرضهم، واستشهد على أسوارها، من بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي عند كل مناسبة مهمة في تركيا، يخصصه ومجموعة من المسؤولين بالزيارة، منها بعد الليلة الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تموز 2016.

وحرص أردوغان، في 21 آب/أغسطس 2020، وقبل ساعة من موعد إعلانه عن البشرى السارّة التاريخية التي ستفتح عهدا جديدا لتركيا، بأن يزور قبر سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وقراءة الفاتحة على روحه، وإخباره أن أرض القسطنطينية التي استشهد على أسوارها، استردت عافيتها، وستصبح من أكثر الدول تقدما بعد اكتشاف أكبر حقل للغاز في البحر الأسود.

كما يعتبر القبر والجامع، من أهم المزارات السّياحية الدّينية التي تلقى عناية مميزة من قبل وزارة الثّقافة والسّياحة التركية، كون تركيا لا يوجد بها أضرحة كثيرة للصحابة، ويقصده على مدار أيّام السّنة، ملايين السّياح من داخل وخارج تركيا، نظرا لقيمة وقدسية هذا الصّحابي لدى المسلمين، خاصة ما يروى عنه حول علاقته الوطيدة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، ومنزلته المرموقة عند الصّحابة رضوان الله عليهم.

يقع مسجد أيوب سلطان (Eyüp Sultan Camii)، أو مسجد أبي أيوب الأنصاري، في منطقة أيوب، في الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول، بالقرب من القرن الذهبي، وبني المسجد بالقرب من قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، حيث مبناه مستقل تماما عن مبنى المصلى، يأتي لدى الأتراك في المرتبة الرابعة بعد الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى من حيث القدسية.

مشاركة على: